بحث في هذه المدونة

الجمعة، 21 يوليو 2017

«ضاعت تحويشة العمر».. طلاق من أجل المعاش والابن «انتحر»

الخميس 20/يوليه/2017 - الدستور

لم تستطع سنوات الغربة في تأمين مستقبل أبنائه، 17 عامًا قضاها الرجل الذي بلغ من العمر 60 عامًا بعيدًا عن أبنائه، ليعود خالي الوفاض، ويضطر مع الفقر لمفارقة ابنائه، ليكتشف بعد فترة ان العجز مازال يحاوطه، لدرجة أفضت بابنه للانتحار بمبيد حشري.
 
«باشتغل طول عمري.. وباتخيل إني لما أوصل لسن ستين سنة هارتاح، بعد شقى وتعب العمر.. لكني اكتشفت إني هافضل اشقى واتعب حتى بعد الستين» يقول رضا خضر السيد.
 
يضيف الرجل الستيني، أنه عمل لمدة 17 عامًا في اليونان، من أجل تأمين حياة جيدة لأبنائه الخمسة، بمساعدة زوجته المقيمة في القاهرة، وبعد انتهاء مدة إقامته، وعودته إلى مصر من جديد عام 2008، يفاجئ بضيق الظروف المالية وصعوبتها في محاولة عيش حياة كريمة.
 
العجز والفقر، جعل عم رضا، يطلق زوجته، التي تمكنت من الحصول على معاش والدها - بعد الطلاق- وقيمته ألفي جنيه، يمكنها من خلالهم الإنفاق على أولادها، في حين لم يتجاوز معاش الأب 800 جنيه، ليكون هذا القرار المصيري هو الحل ليتمكنوا من تربية أبنائهم وعلى مجابهة مصاريف المعيشة والتزاماتها.
 
فاجعتي الفقر والبعد عن الأبناء، لم تكونا مصدر معاناة رضا، ليضاف إلى ذلك فشل أحد أبنائه، في إنشاء مشروع خاص:«اتنصب عليه وفلوسه ضاعت عليه.. وانتحر» ليفقد الأب ابنه، دون أن يكون معه أموالا يعوضه به خسارته بعد تعرضه للنصب، ليضاف إلى همه حمل جديد «العجز».
 
«عندي 63 سنة، وشغال سواق في دورة مدارس، ومعاش 815 جنيه، بادفع منهم 300 جنيه إيجار، و150 جنيه مصاريف لابن ابني اللي انتحر، و200 جنيه مية وكهربا وغاز.. وباقي الفلوس باديها لابني اللي مش لاقي شغل عشان يصرف على نفسه لحد ما ربنا يكرمه»، يقول عم رضا كلامه دفعة واحدة، وكأنه يتخلص من همه بالحديث، ولو للحظات.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق