بحث في هذه المدونة

الأحد، 22 أبريل 2018

ليس هذا وقت الفتن

 الفتن في اللغة على وزن فعل واذا أدرت محرك البحث حول لفظ فتنه واهم الأحداث المترتبة عليها ستجد معانى كثيره وامثله لا حصر لها وكوارث ومحن حلت بالبشرية نتيجة تلك الفتن التي وصفها الله في كتابة الكريم  في اكثر من موضع بأنها اشد من القتل وأكبر من القتل وفى الحديث الشريف لعن الله من ايقظها.
 

الأسبوع الماضي تأثرت كثيرا لحال أصحاب المعاشات بعد الطعن على حكم مشمول بالنفاذ المعجل بعد ثلاثة عشر عاما من النضال في المحاكم وتتمكن الحكومة بعد سته أيام فقط من وقف تنفيذه بحجة عدم وجود أموال تكفى ، وفى الأسبوع نفسه توجد الأموال والقوانين من أجل تعديل قانون مرتبات الوزراء والمحافظين ورئيس مجلس النواب ونواب الوزراء ونواب المحافظين والدبلوماسيين ليصل الراتب للحد الأقصى وهو 42 الف جنيه والمعاش 33 الف جنيه على ان تتحمل الخزانة العامة أعباء تطبيق القانون ولا تخضع المعاشات المنصوص عليها لأية ضرائب أو رسوم. في الوقت الذى تخصم فيه الضرائب من المنبع لكل موظفي الدولة، والجميل ان يعقب هذا الإجراء الذى اشعل شبكات التواصل الاجتماعي استنكارا وفتنه، تصريح صادم لرئيس مجلس النواب د. على عبد العال  يؤكد فيه ان زيادات أجور الموظفين الفترة الماضية لم تحدث في تاريخ مصر! والله لا ادرى كيف طاوعه قلبه أن يقول ذلك.
 

صاحب المعاش الذى يحصل على 1200 جنيه يواجه بهم كل مصاعب الحياة من غلاء وفقر ومرض ورفع دعم وتعويم جنيه وانخفاض القيمة الشرائية، ماذا سيشعر تجاه تصريحات رئيس مجلس النواب ؟ هل سيتمنى له الخير وهو يتابع أخبار المجلس  الذى قاربت موازنة العامة على المليار جنيه  لأول مرة في التاريخ ، ويجمع نوابه المحترمين بين رواتبهم ومكافاتهم من أماكن عملهم الأصلي وبين غنائم المجلس الموقر التي باتت لا تعد ولا تحصى.
 

المواطن الذى يعيش حد الكفاف ويتحمل من اجل  الوطن أصبح من حقه أن يسأل الأن لماذا أتحمل وحدى؟ أليس  هذا سؤال منطقي وفي نفس الوقت ألا يعد هذا السؤال منبت للفتن ؟
 

رئيس مجلس النواب مرة أخرى يصرح بأن المعلمين من أعلى الرواتب في الدولة مما دفع النقابة العامة للمعلمين بإصدار بيان مهذب تستنكر فيه التصريحات وتطالب رئيس مجلس النواب بالتوضيح ، خاصة ان هناك معلمين بالحصة يتقاضون في الشهر 700 جنيه فقط بعد ان كانت 1005 ولا ادرى لماذا تم تخفيضها وهناك معلمين وصحافيين بعد 25 سنه خدمه لا يتجاوز راتبهم ثلاثة الأف جنيه وبعد سن المعاش لن يحصلوا إلا على  بـ1200 جنيه فقط لا غير. حتى سيارات الفول، طعام الغلابه فرض عليها رسوم ترخيص تصل إلى عشرة الأف جنيه وبذلك يصل ساندويتش الفول إلى خمسة جنيهات بعد ان كان بجنيه ونصف، قرارات كثيرة متسارعة في ظاهرها الإصلاح والله وحده يعلم ما في باطنها لكن المؤكد في كل ذلك أنها تفتح أبواب الفتن و ليس هذا وقت الفتن كفانا الله وأياكم شرها وحفظ الله الوطن الذى نحتمى بحماه وليس لنا بديل سواه.

الجمهورية - جيهان عبد الرحمن

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق