بحث في هذه المدونة

الأحد، 4 مارس 2018

معاش الرجل المبكر .. أزمة وماعدتش!

لظروف السن أو المرض قد يسبق الرجل زوجته إلى المعاش، فيجلس فى البيت وحيدًا فى المنزل منتظرًا عودتها، وهو ما لا يرضاه بعض الرجال، الذين يرون أن ذلك يسىء لهم.
 
الأمر لم يصل إلى الحد الذى يُوصف عنده بالظاهرة، لكنه موجود ومن ثم يجب الانتباه له، خاصة أنه فى بعض الحالات يصل الأمر للطلاق بعد حياة استمرت لما يقرب من 40 عامًا، ولذلك تدعو سيدات دائمًا فى حالات المعاش بأن يكون يومها قبل يوم زوجها.
 
 
هناك رجال يخرجون على المعاش المبكر هروبًا من التزامه اليومى بمواعيد وقوانين العمل، ويفضل الجلوس فى المنزل، لكنه لا يطيق الجلوس بمفرده فيريد أن تجلس معه زوجته، لكنها هى أيضًا ملتزمة بعمل، وهنا تبدأ المشاكل التى قد تصل إلى حد الطلاق، ويُستثنى من هذا بالطبع الزوج الذى ترك العمل لظروف مرضية.
بدأنا فى دراسة هذه الحالات لمعرفة الدوافع والأسباب التى أدت إلى حدوث المشاكل، خاصة أن بعض الرجال لديهم حرج من فكرة خروجهم على المعاش ويعتبرون أنفسهم فى حكم العاطل، وهنا لا يقبل أن يجلس فى المنزل وزوجته تذهب كل يوم للعمل.
هنا نستعرض المشاكل التى رصدناها بعد ترك الزوج لعمله وتواجده فى المنزل بصفة شبه دائمة. 
 
«هيام»، 35 عامًا، متزوجة ولديها 3 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة تقول، إنها فوجئت ذات يوم بأن زوجها وهو فى الأربعين من عمره قرر فجأة أن يترك عمله فى شركة قطاع خاص بحجة أنه أصبح لا يحتمل الضغوط وآن الأوان له أن يستريح، بعد أن أودع كل ما يملك كوديعة فى أحد البنوك تدر أرباحًا شهرية، واعتبر أن مهمته انتهت ومن حقه الاستمتاع بالحياة، وأصبح مقيمًا بالنهار فى المنزل وهى فى عملها وتعود كل يوم لتجد البيت فى حالة مزرية إلى جانب استقبال الزوج لأهله فى حالة غيابها حتى لا يشعر بالملل ويفاجئها أنه استقبل بعض أصدقائه على الغداء أو العشاء بعد عودتها دون إخبارها.  

«عفاف»، 45 عامًا، تقول إنها تعمل فى إحدى الوزارات وزوجها خرج على المعاش من إحدى شركات القطاع العام وعرضت عليه استغلال خبراته فى العمل استشارى فى إحدى شركات القطاع الخاص، لكنه رفض وفضل البقاء فى المنزل واكتشفت بعد فترة، أنه تزوج عرفيًا من جارتهم التى مات زوجها وترك لها طفلين وكان يمضى طوال فترة الصباح معهم فى شقتها ويصرف عليها من أموالها. 

«سلوى»، 28 عامًا، من الإسكندرية تقول: إن زوجها طفش أى خادمة تأتى لمساعدتها بسبب تحرشه بها أثناء غيابها، وهناك مشاكل عائلية كثيرة بسبب إقامة الزوج فى المنزل والتى وصلت إلى حد التحرش الجنسى بأحد الأبناء أثناء غيابها فى العمل كما ذكرت لنا.
 
وينصح استشاريو علم النفس  والعلاقات الأسرية فى هذه الحالات الزوجة بأن يكون نفسها طويلًا لتتخطى هذه المشكلة والتحلى بالصبر ولا تحاول معايرة الزوج بجلوسه فى المنزل أو التقليل من شأنه، خاصة أمام الأولاد، بل تحاول أن تناقشه وتتفهم مبرراته والتى جعلته يأخذ هذا القرار فى حالة إنه ترك عمله برغبته وإنه لم يبلغ السن القانونية بعد، فإذا وجدته مصممًا على قراره وهذه رغبته وليس هناك مجال للتراجع فعليها فى هذه الحالة محاولة إيجاد بديل بأن تشجعه على القيام بأى عمل خاص أو افتتاح مشروع صغير يفرغ فيه طاقته، أو تستعين به لقضاء بعض الأمور المؤجلة والتى لم تكن ظروف عمله تسمح بالقيام بها من قبل، أو تشجعه على ممارسة الرياضة أو بعض الهوايات كالقراءة مثلًا، والتى لم يكن وقته يسمح له من قبل بممارستها أو حتى تستعين به فى تصليح بعض الأجهزة المنزلية البسيطة إذا كان فى مقدرته، وكلها أمثلة ونماذج لشغل وقت فراغه المهم ألا تشعره بعجزه عن العمل أو تعايره بصرفها على البيت أو أن تشعره أنها تبذل المحاولات لإخراجه من المنزل فقط وإن هدفها إبعاده عن شئون البيت لأنه فى هذه الحالة يعاند وتكبر المشكلة.
 
 
ايمان حكيم - ؤوزا اليوسف


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق