بحث في هذه المدونة

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

مسنون تحت الملاحظة.. مركز بالقاهرة.. ومعهد ببنى سويف.. ووحدة بـ«عين شمس»

«المعهد القومى لعلوم المسنين» مكان لم يحظَ بعدُ بالشهرة الكافية مقارنة بأهمية ما يتناوله، يقع فى جامعة بنى سويف، حيث يواصل العاملون به مهامهم داخل المبنى الذى تبدو عليه حداثة الإنشاء، فلم تبدأ الدراسة بداخله سوى منذ أيام قليلة، أخيراً بدأ كل شىء عقب سنوات طويلة من الانتظار، تمتد منذ عام 1998 وحتى الآن، بدأ الأمر قبل 19 عاماً، حيث قام الدكتور سيد سيف، أحد أعضاء الجمعية المصرية لرعاية المسنين، بتدشين الفكرة التى حظيت بالاعتماد من قبَل المجلس الأعلى للجامعات فى 28 يناير 2017، ليكون أول معهد متخصص فى الشرق الأوسط والوطن العربى فى علوم المسنين بجامعة بنى سويف.

بدأ المعهد الدراسة باستقبال 50 طالباً متقدماً للحصول على الدبلوم فى علوم المسنين و5 فى الدكتوراه، ويسعى بعض الطلاب من الدول العربية للالتحاق بالمعهد، لكنهم لا يزالون بعدُ فى مرحلة استكمال الأوراق، حتى يتمكنوا من الدراسة تحت مظلة عشرة تخصصات فى الرعاية الطبية والتمريض والعلاج الطبيعى والتطبيقى والتغذية وعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية الرياضية والدراسات الهندسية والدراسات الفنية.
 
مسيرة بدأها الجد واستكملها الحفيد الدكتور ياسر سيف، عميد المعهد القومى لعلوم المسنين، الذى يؤكد أن المعهد ما هو إلا بداية حقيقية لإنصاف تلك الفئة المنسية: «الأبحاث المتخصصة فى علوم المسنين تساهم فى ضمان حقوقهم الصحية والاجتماعية والتشريعية، والاستفادة من خبرات تلك الفئة التى ساهمت فى تنمية المجتمع، خاصة بعد ارتفاع متوسط عمر الشخص المسن من 60 إلى 73 عاماً مؤخراً، والذين يصل عددهم إلى 6٫8 مليون من تعداد السكان».

عمل يجرى على قدم وساق، مزيد من التجهيزات ينتظرها المركز، حيث يجرى استيرادها من الخارج للمساهمة فى استكمال الأبحاث، فيما يمارس العاملون بالمعهد عملهم من خلال الاتصال مع جمعيات رعاية المسنين التى يزيد عددها عن ألف جمعية، حيث يجرى التعاون من أجل تنظيم دورات تدريبية للأشخاص الذين يجالسون المسنين، فضلاً عن تدريب أبناء المسنين على كيفية التعامل مع آبائهم، كما يتم تدريب مديرى الدور الخاصة بالمسنين على كيفية إدارة المؤسسات من تلك النوعية، مع تدريب المسنين وكبار السن أنفسهم على كيفية تفادى الأخطار، والتعامل الآمن مع البيئة المحيطة تبعاً للسن.

تعاون مع الجمعيات الأهلية العاملة فى مجال خدمة المسنين، جعل عميد معهد المسنين يعدد المزايا التى تعود على المتعاملين معها: «بعض الجمعيات تتيح للمسنين دخول 11 نادياً رياضياً فى أيام معينة، مجاناً، فضلاً عن النشاطات والفعاليات، هذا من جهة الجمعيات، أما من جهة المعهد فنسعى خلال الفترة المقبلة إلى إنشاء قرية نموذجية خاصة بالمسنين فى كل محافظة فى مصر ستوفر فيها غرف فندقية وخدمات متنوعة للشخص المسن للترفيه عن نفسه وستكون البداية فى محافظة بنى سويف وجنوب سيناء».

بالتوازى مع أعمال المعهد فى بنى سويف، تجرى أعمال وحدة طب المسنين بكلية الطب فى جامعة عين شمس، حيث تتواصل الدورات التدريبية وورش العمل فى مجال رعاية المسنين، وذلك للحاصلين على مؤهلات متوسطة وعليا، سواء للإخصائيين وهيئة التمريض، تشمل جميع التخصصات التى يحتاج إليها الشخص المسن، أما فى جامعة القاهرة فيتواصل العمل داخل مركز جامعة القاهرة لعلوم ورعاية المسنين منذ 17 عاماً وحتى الآن، 9 آلاف عضو فى المركز الذى يوفر للمسنين المشاركين فيه خدمات كالاشتراكات المجانية فى بعض الأندية، فضلاً عن الكشف الرمزى.

ثلاث جهات بثلاث جامعات حكومية لا تبدو الوحيدة العاملة فى المجال، حيث تنضم إلى المستشفيات التعليمية التابعة لوزارة الصحة، عبر مجموعة من الدورات الطبية فى مجالات مختلفة من بينها التأهيل لرعاية المسنين، حيث الكثير من البرامج الصحية والغذائية والرياضية، الدكتورة إكرام إدريس، واحدة من المحاضرين بالدورات التدريبية التابعة للمستشفيات التعليمية، كانت الدورة الأخيرة لها حول المهارات الضرورية للتعامل ورعاية المسنين، والتعريف بالمشكلات الرئيسية وأمراض كبار السن، والتعرف على الاضطرابات المرتبطة بتقدم السن والتعريف بالتغييرات البدنية والنفسية والاجتماعية مع تقدم السن، فضلاً عن مجموعة من المهارات الأخرى أهمها الإسعافات الضرورية للمسنين بالمنزل أو بالمستشفى.
 
رئيسة قسم الروماتيزم والمفاصل بمستشفى الجلاء التعليمى أشارت إلى أن الوصول لسن الستين عادة ما يرتبط ببعض المعاناة من ضعف فى بعض وظائف الجسد، تبدأ بضعف كفاءة القلب والرئة والكلى والجهاز العصبى، مما يؤدى إلى صعوبة فى الحفاظ على اتزان الجسم، مروراً بنقص الفيتامينات بسبب صعوبة امتصاص جدار المعدة للفيتامينات خاصة فيتامين «ب»، وفيتامين «د» الذى يكتسبه الجسم من خلال امتصاصه لأشعة الشمس.

تقول: «جميع الحالات من هذه السن، التى تطرأ علينا كأطباء، تعانى من ألم وخشونة فى المفاصل بسبب عدم تعرُّض الشخص المسن للشمس والحركة، حتى تبدأ المعاناة مع نقص فيتامين «د»، مما يؤدى إلى ضعف العضلات وهشاشة العظام والاكتئاب، ومن هنا تتفاقم الأزمة، حيث يبدأ الكثيرون فى هذه السن، رحلة عدم الرغبة فى الخروج أو الحركة، ويتراجع إقبالهم على الحياة، مع أن حل الكثير من الأزمات المذكورة وأكثر يبدأ بالتعرض لأشعة الشمس حتى يكتسب الجسد فيتامين «د»، والاشتراك فى مجموعات رياضية والتعرف على أشخاص من نفس السن حتى يشغل وقت فراغه ولا يتعرض للاكتئاب». مزيد من النصائح توجهها الطبيبة المتخصصة، حيث تؤكد: «يجب ألا تزيد الأوزان المحمولة عن كيلو، وأن تكون الأطعمة عامرة بالكالسيوم والفيتامينات، خاصة الشوفان والبليلة والبطاطا واللحوم وخاصة الأسماك لانعدام الدهون فيها».

الوطن


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق