بحث في هذه المدونة

السبت، 21 أكتوبر 2017

ماكينات الصرف الآلي.. عذاب يومي للمصريين

تسببت بطاقات الصرف الآلى فى العديد من المشكلات للكثير من الأشخاص خلال الفترات الأخيرة، ورغم كونها وسيلة حديثة كان الهدف منها تيسير الحال على الجميع سواء كانوا موظفين أو كبار السن أو غيرهم مما يكون لهم تعاملات شهرية مع البنوك، وتفادى الوقوف فى طوابير الخدمة البنوك أو هيئات مكاتب البريد، ولكن سرعان ما تحولت ماكينات الصرف الآلى من نعمة فرح بها المصريون إلى نقمة تثير غضب الكثيرين منهم، وبدأت تظهر العديد من المشكلات التى يواجهها المتعاملون معها، مثل كثرة الأعطال والمشكلات الفنية، وبطء تسوية المعاملات المحاسبية، والزحام الشديد، وسهولة سرقة بيانات البطاقة الائتمانية عبر مواقع مخادعة على الإنترنت. 

وتشير آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن البنك المركزى المصرى إلى أنه وصل عدد البطاقات المستخدمة داخل ٣٥ بنكًا إلى ٨ ملايين و٦٤٨ ألف مستخدم لها، بزيادة وصلت إلى ٣٥٤ ألف كارت خلال ٦ شهور فقط، وتتصدر الفيزا والماستر كارد البطاقات التى تصدر فى هذا الشأن.

وبلغ عدد ماكينات الصراف الآلى التابعة للبنوك العاملة فى السوق المحلية المصرية إلى 9031 ماكينة فى نهاية شهر يونيو 2016، مقابل 8443 بنهاية ديسمبر 2015، بزيادة قدرها 588 ماكينة خلال 6 أشهر، وفقًا لما أورده تقرير حديث صادر عن البنك المركزى المصرى.

«الوفد» تفتح ملف بطاقات الصرف الآلى، للتعرف على أهم المشكلات التى بدأت تسببها للكثير من الأشخاص، للتعرف على الطرق التى يتم بها سرقة الأموال من الحسابات البنكية، عبر بطاقة الصرف الآلى.

الزحام على ماكينات الصرف الآلى
على الرغم من إنشائها لتسهيل والتيسير على المواطنين لصرف أموالهم ومعاشاتهم، إلا أنه اليوم من الصعب أن تجد مكينة صرف آلى غير مزدحمة، ويقف الناس عليها طوابير، خاصة مع بداية كل أول شهر حيث صرف المرتبات والمعاشات.

ويقول الحاج أيمن كمال إنه كان من أسعد الناس بدخول ماكينات الصرف الآلى إلى مصر فى البداية، لما كانت تحققه من فوائد وتيسير عملية صرف المعاش، ولكنة اليوم أصبح يعانى كثيراً من الزحام الكبير الذى باتت تشهده ماكينات الصرف الآلى، كما أنه يضطر للتنقل بين الكثير من الأماكن بحثاً عن ماكينة غير مزدحمة، مؤكداً أن جميع ماكينات الصرف أصبحت مزدحمة بصورة غير عادية، نتيجة للزيادة فى عدد السكان المتواصل، قائلاً إحنا لما قمنا بثورة 25 يناير، كنا 75 مليوناً والنهاردة بعد ست سنوات تعدى عددنا المائة مليون يعنى زدنا أكثر من 25 مليون شخص، مطالباً بزيادة عدد ماكينات الصرف الآلى فى الشوارع المزدحمة.

وأوضح أنه غالباً ما يجد أن «سيستم» الشبكة «واقع» أو به خلل، مما يعرقل فى سحب المبلغ الذى يريد صرفه، كما أنه يتأخر فى تسوية بعض العمليات المحاسبية سواء فى السحب أو الإيداع، كما أكد أنه يواجه صعوبة الحصول على كشف حساب مفصل، وصعوبة التعامل مع البرنامج الخاص بنظام تشغيل تلك الماكينات.

وتقول هدى حمدى، موظفة، إنها أوقفت التعامل مع ماكينات الصرف الآلى، بسبب العديد من المشكلات التى باتت تسببها، وأولها الطوابير التى تتزايد كل يوم عن سابقه، بالإضافة إلى بعض الأعطال الفنية، التى أصبحت تزاد فى الفترة الأخيرة، نتيجة عدم وجود ثقافة التعامل مع تلك الماكينات من قبل الكثير من الأشخاص مما تسبب فى إحداث نوع من العمليات الحسابية غير الدقيقة، مثل اختلاف قيمة الرصيد وأحيانا يخرج الإيصال غير متطابق مع المبلغ المسحوب، ما دفعنى لعدم التعامل مع ماكينات الصرف الآلى، التى باتت تتسبب فى العديد من المشاكل للأهالى وللسياح والزوار، حيث أكد شخص من إحدى الدول العربية الذى جاء لزيارة مصر أنه سحب مبلغاً ببطاقة بايونير من ماكينة ATM تابعة لأحد البنوك الدولية، وبعد أن أدخل قيمة المبلغ المطلوب، ثم قالت الماكينة له إنها غير قادرة على الاتصال بالبنك، وفى ورقة الإشعار مكتوب أنه قام بسحب المبلغ وأسفله cancelled، موضحاً أنه عندما عاد إلى المنزل، وقام بفتح حسابه فى بايونير، وجد أن المبلغ الكلى ناقص المبلغ الذى كان من المفترض أنه قام بسحبه، ولكنه لم يظهر فى قائمة Transactions، متسائلاً: كيف تكون الماكينة غير قادرة على الاتصال بالبنك (الصادر منه البطاقة) وفى نفس الوقت المبلغ اتخصم من رصيدى.

ورداً على تلك المشكلات السابقة، أكد النائب تادرس قلدس عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان أن أسباب ازدحام المواطنين على ماكينات الصرف الآلى فى الشوارع نتيجة لقلة عددها، مضيفاً أن البنوك أخذت شريحة كبيرة من صرف رواتب الموظفين، مطالباً البنوك بزيادة أعداد ماكينات الصرف الآلى فى الشوارع لسد حاجة المواطنين بما يناسب مع الأعداد التى تتعامل معها، موضحاً أن البنوك تأخذ نسبة فوائد من تعامل الموظفين فى صرف رواتبهم من تلك الماكينات، مطالباً جميع البنوك برد جزء من تلك النسبة بإنشاء عدد ماكينات صرف آلى جديدة.

وأكد أن هناك مشكلة أخرى بخلاف الازدحام على تلك الماكينات، ولكننا نجد فى كثير من الأحيان «السيستم ساقط» لفترات طويلة، كما أن بعض الماكينات تقوم ببلع بطاقة الصرف الآلى حينما يكون «السيستم» معطلاً، مما يضطر صاحب البطاقة إلى الذهاب للبنك الرئيسى لأخذ بطاقة الصرف الآلى الخاصة به، وفى الوقت ذاته إذا ذهب لأقرب فرع للبنك لديه فإنه سوف يأخذ مدة طويلة حتى يتحصل على بطاقته الائتمانية، مطالبا بحل مشكلة «السيستم».

وأوضح أن البعض يعانى من عدم صرف المبلغ المطلوب، ولكن تقوم الماكينات بصرف إيصال يؤكد أنه تم خصم المبلغ المطلوب دون خروجه، مؤكدا أن تلك العملية نتيجة لوقوع «السيستم»، ولكنه فى تلك الحالة لم يخصم من الرصيد الأساسى، ولكنه عيب «سيستم»، مطالبا الجميع بالعودة لتنفيذ العملية مرة أخرى، وسوف يتم إخراج المبلغ المطلوب، نافيا سرقة الماكينات للمبالغ المالية، مؤكدا أنه سوف يطالب بزيادة عدد ماكينات الصرف الآلى فى الشوارع، لتخفيف الزحام وتيسيرا على المواطنين.

مشكلات بطاقات الصرف الآلى لم تتوقف عند حد زحام الماكينات أو وقوع «السيستم»، ولكنها أصبحت وسيلة سهلة لسرقة الكثير من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو عبر مواقع إلكترونية مخادعة والتى تتطلب منك كتابة جميع بياناتك الشخصية بما فيها رقم البطاقة الائتمانية، وأصبح بإمكان بعض اللصوص المحترفين سرقة كل أموالك فى أقل من ساعة، نتيجة سرقتهم بياناتك الشخصية، عبر العديد من الوسائل، حيث تعرض الكثير خلال الفترات الأخيرة للسرقة دون أن يقترب منهم أحد.

وقال إن سرقة البيانات الشخصية للبطاقة الائتمانية لم تقف عند حد المواقع المخادعة، ولكنه تم ابتكار جهاز مؤخراً يمكن لصقه على خلفية الهاتف، ويستطيع أخذ صورة باستخدام الأشعة تحت الحمراء للوحة مفاتيح الصراف الآلى، ومن ثم يحدد أية أزرار تم ضغطها من قبل آخر شخص استخدم الصراف، حيث إن حرارة الجسم تبقى على سطح الزر بعد ملامسته لمدة 15 دقيقة تقريباً، كما أنه يمكن لنفس الجهاز الصغير على سبيل المثال أن يعرف ما إذا كان أحد قد جلس قبل أقل من 15 دقيقة على الأريكة باستعمال نفس الآلية، وهى الأشعة تحت الحمراء INFRA RED.

أما بالنسبة لتسلسل الأرقام فيمكن للص أن يعلمها، بحسب مدى قوة اللون الذى تحمله البصمة، بمعنى أنه حين يكون لون البصمة على الرقم غامقاً فهذا دليل على أن هذا الرقم بالذات ضغط فى الآخر، والعكس صحيح، وهذا ما يسهل على السارق مهمته.

وأوضح أن هناك طريقة ثالثة، لسرقة بيانات البطاقة، حيث ينتحل السارق شخصية عميل البنك المسئول عن متابعة حالات النصب، ويتصل ليخبر صاحب بطاقة الائتمان أنه مكلف بمراجعة البيانات الخاصة به مثل الاسم والعنوان ورقم البطاقة الائتمانية، وبحسن نية من العميل يدلى بهذه البيانات، ولاستكمال عملية النصب يخبرك النصاب بأن البطاقة تعرضت لمحاولة سرقة من خلال شركة وهمية ويتأكد منك عن إمكانية حدوث ذلك، وعندما ينفى العميل ذلك يخبره السارق بأنه سيغير كلمة السر الخاصة به ضمانًا لحفظ البطاقة من السرقة، ثم يقوم الشخص بإملائه الرقم السرى والرقم المدون على البطاقة مما تتيح له سرقة الشخص فى غضون دقائق.

وقال أحمد شاهين، مصمم برمجيات ودوائر إلكترونية، إن هناك العديد من الأشكال لسرقة بيانات بطاقة الصرف الآلى، خاصة بعد تزايد التطور التكنولوجى، وزيادة استخدام التكنولوجيا بأشكال غير مشروعة، لافتا أن أبرز سرقات بطاقات الائتمان، تكون عبر استخدام البعض مواقع مخادعة، أو ألعاب، وعند دخول البعض تتطلب تلك المواقع استخدام بيانات الأشخاص وتتطلب منهم أرقام بطاقات الصرف، ومن ثم يستطيع الموقع استخدام أرقام الفيزا أو البطاقة فى سحب الأموال.

وأوضح أن هناك طريقة أخرى تتمثل فى نسخ المعلومات الموجودة على الشريط المغناطيسى بالبطاقة وإرسالها إلى أى مكان، فقد يكون الجهاز متصلا بالإنترنت أو غيرها وينقل تلك البيانات بسهولة، وبهذا يتمكن السارق من سرقة البيانات، مؤكدا أن طريقة أخرى تعتمد على وضع مفاتيح خفية فوق اللوحة الأصلية فى جهاز ATM، بمجرد أن يدخل العميل الرقم السرى الخاص به يتم حفظ الرقم، ويكون كل هذا متصلًا بجهاز كمبيوتر آخر يستخدم كلمة السر فى السرقة.

ووضع «شاهين»، روشتة علاج وأمان للحفاظ على بطاقات الصرف الآلى من السرقات، أولها، يجب التأكد من فتحة الماكينة، وأنه لا يوجد أى شيء غريب حولها، ويجب ألا تثق بأحد بسهولة عند تعاملك مع ماكينات، كما يجب عدم الدخول فى مواقع غير آمنة على الإنترنت، وعدم الالتفات إلى أى رسائل على «الفيس» أو التليفون تتطلب أرقام وبيانات البطاقة.

وطالب باستعمال لوحة مفاتيح معدنية، وهى التى تستعمل فى أغلب الصرافات الآلية للبنوك، وكتابة «الباسورد» بيدك اليسرى ووضع يدك اليمنى فوق اليسرى، حتى تغطى عليك وأنت تكتب كلمة السر ولا توضح طريقة كتابتها، وإلقاء أصابعك على مفاتيح أخرى وأرقام أخرى دون الضغط عليها طبعاً، بينما تدخل رقمك السرى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق