بحث في هذه المدونة

الاثنين، 31 يوليو 2017

مدن الرئيس وأصحاب المعاشات

فى مؤتمر الحكومة الذى عقد باسم الشباب فى الإسكندرية مؤخرًا، تحدث الرئيس السيسى عن تخطيطه لبناء مدن كبيرة وحديثة على شواطئ البحر المتوسط، منها مدينة الإسكندرية الجديدة، ومدينة رشيد، ومدينة العلمين وغيرها، وقال إن هذه المدن ستكون أجمل المدن على البحر المتوسط، وأشار إلى أن العائق فى بناء هذه المدن هو عدم وجود شركات تنفذ هذه المدن، وأكد عدم وجود مشكلة فى التمويل، وأن التمويل متوفر وينتظر الشركات القادرة على التنفيذ. 

تصريحات الوزير تعنى توفر مليارات الجنيهات لبناء هذه المدن، حيث إن تكلفة بناء أى مدينة، حتى لو كانت صغيرة المساحة، سوف تتكلف المليارات، والرئيس كرر أكثر من مرة خلال حديثه توفر هذه الأموال، وأن المشكلة فقط فى الشركات التى تستطيع تنفيذ هذا المشروع، ونحن بالطبع نثمن ونقدر طموحات الرئيس ومخططاته ورؤيته لتعمير ساحل البحر المتوسط، لكن هذه الرؤية تستدعى سؤالًا سبق وطرحناه أكثر من مرة، وهو عن الأولوية: هل ننفق الأموال على بناء مدن جديدة لا نحتاجها اليوم ولا غدا، ونترك أصحاب المعاشات يتضورون جوعا؟ 
.
السؤال بصياغة أخرى: هل نحن فى حاجة ماسة لبناء مدن جديدة على ساحل المتوسط؟، هل عدم بنائها سوف يدخل البلاد فى أزمة إسكان؟، هل حاجتنا لبناء المدن الجديدة أهم من إصلاح المعاشات المتدنية؟، هل بناء الأبراج الفارهة، والشوارع الواسعة، على شاطئ البحر أهم من انتشال 9.5 مليون مواطن متقاعد؟ 
.
بعد انتخاب الرئيس بأيام أو أسابيع فوجئنا بقرار بناء عاصمة جديدة، وبناء جامعة الجلالة لتكريم الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، تطورت الجامعة واتسعت وأصبحت مدينة اسمها الجلالة، واتسعت أكثر وأصبحت جامعة، ومدينة، وقرية سياحية، وطرق تنحت فى الجبل، وأيامها قلنا إن الأموال التى ننفقها على هذه المدن يفترض أن نضعها فى الصناعة أو الزراعة لكى نوفر من قائمة الاستيراد، وترشيدا فى إنفاق العملة الأجنبية، وتوفيرا لفرص عمل تستوعب أولادنا الذين يجلسون على المقاهى ومواقع التواصل الإجتماعى، وأصبحوا فريسة سهلة للفكر المتطرف والفكر المنحرف. 

كالعادة لم يلتفت لمبدأ الأولوية، وتم تدشين عمليات البناء فى المدن والقرى السياحية، إضافة إلى مدينة العلمين، والإسماعيلية الجديدة، وغيرها من المدن، اليوم نفاجأ كالعادة بأننا فى طريق إنشاء مدن جديدة على ساحل المتوسط، لماذا؟، قيل لإعادة التوزيع السكانى، وقيل لشغل المساحات الفارغة التى يعشش فيها الإرهاب، وقيل لجذب السياحة وفتح فرص عمل، وماذا عن أصحاب المعاشات؟، لماذا لم نقم بضخ تكلفة إحدى هذه المدن إلى صندوق أصحاب المعاشات الذين يعيشون تحت خط الفقر؟، ولماذا تجاهلنا إعداد مشروع قانون التأمينات والمعاشات الذى قد يساعد فى تحسين نسبة المعاش؟، لماذا نضحى بـ9.5 مليون أسرة من اجل بناء مدينة جميلة على البحر؟، الله أعلم.

علاء عريبى  - الوفد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق