بحث في هذه المدونة

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

المحالون للتقاعد .. وعبور جسر النسيان

أبواب من الأمل والتقدير.. واستثمار رشيد للعمر الثالث "ما بعد التقاعد عن العمل" فتحتها د.هالة السعيد. وزيرة التخطيط والمتابعة. والإصلاح الإداري.. ضمن الاستراتيجية الوطنية لتنمية القدرات "2022/2018" للموظفين الذين أوشكوا علي استكمال مدة خدمتهم بالحكومة. لينتظموا ضمن البرامج الخمسة.. "برنامج بداية جديدة" يقدم وسائل تشجيعية تستلهم استمرار قدرتهم علي العطاء.. وتغطي الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. 

نحن هنا نساعد في المتوسط من 300 - 500 ألف من أصحاب الخبرات في مجال عملهم. ونعترف بقدرتهم علي العطاء.. نفتح ملفاً جديداً في الاستثمار البشري.. لهؤلاء الذين تجاوزوا سن الستين.. بدلاً من أن يعتبروا "استمارة 6" هي نهاية طريقهم في العمل والإبداع والإدارة واقتراح الحلول لمشكلات مستعصية. كي يقدموا لنا الحل الرشيد.. ومن خلال برنامج بداية جديدة الذي يعتبر وسيلة مهمة لتنشيط الذاكرة وإعادة الحماس لهذه الكفاءات والخبرات.. 

وبدلاً من أن نودعهم بحفل تكريم وهدية تذكارية وكلمات وقصائد شعر.. وعواطف رقيقة تعبر عنها باقات الزهور.. نساعدهم علي شق طريق الإبداع والإنجاز.. والتعبير عن ذاتهم ككفاءة قادرة علي بذل النصيحة وتقديم الاستشارة وأداء العمل.. تحت مظلة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بأن يخصص من رجاله لهذه المهمة من يستطيع تسويق هذه الخبرات.. و"نحن نشهد تنامياً واضحاً في الاستثمارات".. إلي المكان المناسب.. ويعد قاعدة بيانات متكاملة.. يستطيع من خلال تلبية هذه الطلبات. 

وأعتقد أن من الطبيعي التطلع إلي تسويق هذه الكفاءات في الدول الشقيقة والصديقة التي تحتاج إلي خبرات نادرة.. لتحقيق برامجها التنموية.. في مجالات الإدارة والتنمية البشرية. "بداية جديدة" تعني الاعتراف بقدرات وخبرات الآباء الذين وصلوا نهاية السلم الوظيفي.. وتؤكد لهم أن الدولة تعتز بهم.. ولا تريد أن تتركهم لعالم النسيان.. أو الدخول إلي فراغ قاتل للطاقة والكفاءة.. يجبرهم علي الوحدة.. والابتعاد عن الشأن العام في انتظار قطار الرحيل.. 

إنها بداية تجدد القدرات الكامنة.. وتستحضر الخبرات. وتوفر المقابل العادل لمن نستعين بهم من المحالين للمعاش. وتوفر لهم احتياجات الشيخوخة من دواء وعلاج.. وعطاء تعودوا عليه أثناء الخدمة للأبناء والأحفاد.. يجعل للإنسان هدفاً واضحاً في حياة جديدة.. بعد أن أكد العلم ارتفاع معدلات لإعمار لحوالي 30 عاماً بعد سن الستين.. وهي فرض كاف للإنسان المحال للتقاعد.. لاستحضار أهداف وأحلام لم يستطع تحقيقها.. الآن باندماج في عمل جديد.. وحصول علي التقدير المناسب.. يجعله يحلِّق بأحلامه إلي أعلي.. ويأخذ معه أسرته إلي المزيد من التوافق.. يشعر بقيمته داخل المجتمع.. ويندمج مجدداً ليس بين قرنائه فقط.. "كما نلمس من رواد قهوة النشاط" ولكن مع كل فئات المجتمع.. وينغمس في العمل التطوعي وله الكلمة المسموعة مصحوباً بكل الاحترام. 

في كل أنحاء العالم نجد أن المسنين الذين أحيلوا للتقاعد.. قد خططوا لحياة المعاش ببرامج سياحية.. أو الاندماج في مشروع ما.. أو الاعتناء بحديقته.. أو تدريس خبراته للأجيال الجديدة.. الكثير ينشطون في المجال الرياضي يتفرغون لرياضات سهلة ومثمرة.. مثل الإسكواش والجولف والتنس.. والبعض يمارس السباحة والآخر يكتشف مع رفيقة الحياة العالم الذي قرأ عنه.. "أثناء الخدمة".. والجميع هناك يشعرون باستمرار دورهم. واتساع مساحة مشاركتهم الاجتماعية والمجتمعية بعد سن الستين. 

وعندما يحتاج المسن إلي طاقة أقل.. أو حبل يمسك بطرفه ليعبر جسر النسيان.. وهذا ما يحققه بالفعل برنامج "بداية جديدة" الذي أعلنت عنه وزيرة التخطيط.. فها هي الحكومة تمد يدها لموظفيها.. تؤكد رعايتهم وقدرتهم علي مواصلة العطاء.. ويتحقق هذا بتخطيط سليم.. وإدارة تشعر بالمسئولية.. وقاعدة معلومات صادقة.. وفرص عمل مناسبة.. وتسويق يدرك فيه هذه القدرات.. ويصل بأنباء سارة وعزم صادق.. إلي الآباء الذين وصلوا للمعاش.. وهي تجربة تؤكد أن فرس الحكومة لا تزال قادرة علي خوض السباق.. وتحقيق الإنجازات.. وجزء مهم في سياسة مصر تقديم العون للأشقاء والأصدقاء. 

صالح إبراهيم - الجمهورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق