سبعة عشر عاما مرت على لحظة خروجها للنور.. وعبر أثيرها قدمت مضامين
إذاعية جديدة ومختلفة، فهى صوت للعواجيز من كبار السن، وواحة لذكريات الزمن
الجميل، بعد أن دخلت فى عامها الثامن عشر، ووصل عدد مستمعيها إلى أربعة
ملايين مستمع طبقا لآخر إحصاء صادر عن مركز بحوث المستمعين التابع للهيئة
الوطنية للإعلام. عن هذا المشوار الإعلامى تحدث عبدالمقصود عصفور مدير عام
إذاعة الكبار.
كيف جاءت فكرة إنشاء إذاعة لكبار السن؟
بدأت فى إطار منظومة الإذاعات المتخصصة، بعد أن طرح الإذاعى القدير حمدى الكنيسى الفكرة وقت أن كان رئيسا للإذاعة فى عام 1999..
وبعد سلسلة من المشاورات والاجتماعات التحضيرية والاستعدادات الفنية
والهندسية خرجت للنور أول إذاعة موجهة ومتخصصة لكبار السن فى مصر والشرق
الأوسط بجانب "راديو بلو" فى فرنسا، وهى إذاعة تهتم بهذا الشأن أيضاً..
وبالفعل تم إطلاق إشارة البث لإذاعة الكبار فى 17 يونيو 2000،
وتمت تسميتها فى بادئ الأمر إذاعة كبار السن، واستقر الرأى على تسميتها
بإذاعة الكبار من القاهرة، وتم اعتماد هذا اللوجو على مدار سبعة عشرة عاما.
من وجهة نظرك.. من هم الكبار؟
هم الكبار فى شتى المجالات وليسوا كبار السن فقط.. فى الفن
والأدب والسياسة والاقتصاد والرياضة وغيرها من المجالات الأخرى التى تشد
اهتمامات هذه الشريحة، لأنهم فى حاجة ماسة إلى الخدمات.
ماذا عن الخطاب الإذاعى المقدم
للكبار؟
الخطاب الإذاعى لدينا يختلف عن بقية الإذاعات الأخرى، فنجد
المواد المقدمة للكبار كلها مواد تناسب سن المتلقى، فلدينا برامج المنوعات
التى تقدم المواد التراثية حتى يجتر الكبير الذكريات ويسترجع بذهنه كل ما
فات من اشكال فنية جميلة، وهذا ليس معناه أننا نركن المسن والكبير فى ركن
الذكريات والعيش بين أطلال الماضى، وإنما يتم ربط أذن المستمع الكبير بفنون
الحاضر أيضاً عبر فتراتنا المفتوحة اليومية والتى تجعله على دراية بكل ما
يدور من حوله والجديد فى كل المجالات، فى إطار توليفة إذاعية تربط الماضى
بالحاضر من خلال عرض الأحاديث والنوادر الإذاعية التى كانت تحظى بشعبية فى
الماضى ولها إسقاطها على الحاضر.. وتعد هذه النوادر الإذاعية عامل جذب قويا
للسادة المستمعين بمختلف انتماءاتهم وميولهم.
بعد 18 عاما من عمر إذاعة الكبار، هل
نجحت فى تحقيق أهدافها؟
بالفعل نجحت إذاعة الكبار فى تحقيق الهدف التى أقيمت من أجله،
وحققت الكثير من التواصل الفعال مع كبار السن من خلال برامجها المتميزة
التى جذبت إليها ملايين المستمعين من كبار السن، وأصبح لها جمهورها الذى
ينتظرها يوميا وكل صباح من الخامسة صباحا وحتى الخامسة مساء.
ومن البرامج
التى حققت التواصل الفعل مع شريحة كبار السن البرامج ذات الصبغة الدينية
والفترات الدينية المفتوحة التى تستضيف كبار علماء الأزهر والأوقاف، كذلك
الفترات الخدمية المفتوحة التى يحتاجها المسنون فى حل مشكلاتهم فى المعاشات
والتأمينات من خلال التواصل مع وزارة التضامن الاجتماعى عبر الفترة
المفتوحة "كلام مسئول"، التى تعمل على حل مشكلات شريحة كبار السن، وأيضاً
الخدمة الطبية والصحية التى تقدمها الزميلة هانم أبوشوشة يوميا على الهواء
تحت عنوان "صباح الصحة"، وتتم استضافة كبار الأطباء الذين يسهمون فى تقديم
الخدمة الصحية لأصحاب الحالات المرضية سواء بالنصيحة الطبية أو بإجراء
العمليات وتقديم العلاج.. أيضاً لدينا الخدمات القانونية للرد على
استفسارات كبار السن فى شتى القضايا القانونية المختلفة.
لكن البعض يرى أن إذاعة الكبار
مجهولة؟
إذاعة الكبار هى الوحيدة التى لم تعلن عن نفسها، وإنما تم
اكتشافها من قبل جمهور المستمعين والمهتمين بسماع الراديو.. وطبقا لآخر
استطلاع أجراه مركز بحوث المستمعين التابع للهيئة الوطنية للإعلام فإن نسبة
مستمعينا بلغت 3.7 في المائة من إجمالى المستمعين لجميع الإذاعات فى مصر، أى ما يقرب من أربعة ملايين مستمع، وهذا عن عام 2015، ومن المؤكد أن هذه النسبة زادت فى عام 2018. وتعد البرامج ذات الصبغة الدينية والخدمية من أعلى البرامج التى حققت نسب استماع مرتفعة، وزادت التواصل مع مستمعينا الكبار.
وما الذى يميز إذاعتكم عن غيرها؟
إذاعة الكبار لها تميزها ومجالها الخاص الذى تتميز
به، حيث تقدم الإذاعة خدماتها للكبار، وتحرص على إقامة المعارض الإنتاجية وتحويل
المتابع من مجرد مستمع إلى منتج صغير، ونقدم معارضنا الإنتاجية بالقاهرة وخارجها
بالمجان. وأسفرت تجربة المعارض عن وجود نماذج إيجابية فى المجتمع تعمل بجد ونشاط
رغم ظروف التقدم فى السن ومصاعب الحياة.
ومن النماذج المشرفة فى هذا المجال تجربة
المعرض الأفريقى الذى حرصت الإذاعة على تقديمه بالتعاون مع بعض السفارات
الأفريقية، فى إطار العودة إلى حضن أفريقيا، وفى إطار توجيهات رئيس الجمهورية
عبدالفتاح السيسى.. وتم تنظيم هذا المعرض تحت عنوان "الأفارقة يجتمعون"،
وحظى بنجاح كبير.
وفى ظل اهتمام الدول بصحة الكبار وجميع المواطنين تم الاحتفال
باليوم العالمى لمرض السكر بالاشتراك مع الجمعية المصرية العربية للسكر، وتم عمل
معرض خاص لذوى الاحتياجات الخاصة على هامش فعالياته، واستضاف عددا كبيرا من أصحاب
القدرات الخاصة.
مجلة الإذاعة و التلفيزيون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق