بحث في هذه المدونة

الثلاثاء، 19 يونيو 2018

هل يقدم الإعلام أفكارا لتطوير حياة المصريين؟

هل استعدت وسائل الإعلام أن تقدم حلولا وأفكارا الآن للمشاهدين تساعدهم على زيادة دخولهم و تطوير حياتهم؟ وهل وضعت كل قناة خطة لعمل لقاءات و تحقيقات يتحدث أصحابها من الخبراء عن أفكار خارج الصندوق يمكن أن تطبق بالفعل و ليست مجرد اقتراحات للاستعراض و الاستهلاك؟ وهل يجد رجل فى الخمسين من العمر- على سبيل المثال فكرة تناسب سنه و كونه يعمل وقتا كاملا فى مكان و يحتاج إلى فرصة أخرى تضيف له المزيد من الدخل لمواجهة أعباء الحياة؟ وهل تجد امرأة على المعاش فكرة لاستغلال وقت فراغها لتضيف إلى معاشها البسيط دخلا دون أن تنال الفكرة من قدرها؟ هذا ما يجب ان ينصب عليه جهد الإعلام مع تقديم المزيد من الأفكار و النماذج التى يمكن ان يقتبسها المصريون و يطبقونها لتبتسم لهم الحياة أكثر.. هذا هو دور الاعلام الحكومى و الخاص الذى يلتهم المليارات سنويا بينما يظل تأثيره محدودا على الشارع المصري.

 تنمية الحس الوطني
تقول الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسى و عضو المجلس الأعلى للإعلام ان الاعلام يجب ان يسترد الدور التوعوى الذى كان يقوم به فى زمن سابق فيشارك فى تشكيل وعى المجتمع الى جانب تقديم مادة الترفيه و ذلك بعد ان وصلنا الى مرحلة يمكن ان نسميها مرحلة اعلام الاعلانات وأشارت إلى أن تجربة الاعلام فى الولايات المتحدة مثلا استطاعت ان تجمع أطيافا و أديانا مختلفة تحت شعار الحلم الأمريكى بينما كانت كل هذه الطوائف المختلفة من البشر مؤهلة لنشوب الصراعات بينما فى المقابل نحن فى مصر لدينا شعب تجمعه هوية واحدة ويمكن بسهولة أن يأخذه الإعلام إلى حال تنموى أفضل.

وأوضحت أن الإعلام يجب ان يجمع الناس الآن ويأخذهم فى اتجاه واحد، و هذا دوره الاصيل حتى يمكن ان يتحرك الوطن الى الامام على عكس ما قد نشاهده الآن من محاولات لتفتيت الشارع.

وتقول الدكتورة ليلى عبد المجيد أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة إن تقديم الخدمات من الوظائف الأساسية للإعلام و مشاركة المجتمع فى التفاعل مع مشكلاته هو ما يجب أن يضع له الإعلام استراتيجية واضحة، والايتوقف الامر على معالجة وقتية تستمر لبضعة أيام ثم تنتهي، فالاعلام يجب ان يكون جادا فى المساهمة بشكل فعال فى مساعدة الناس بتقديم افكار تساعدهم على زيادة الدخل بشكل مقبول. وتضيف أن الاعلام يجب اولا ان يعرف كيف يخلق الدافع لدى الناس على استقبال مثل هذا المحتوى حتى يستقبل المشاهدون و المستمعون الافكار بشيء من الاهتمام تجعله قابلا للتجربة و التنفيذ، مشيرة الى ان تقديم هذا المحتوى بشكل تفاعلى امر بالغ الضرورة لمتابعة استفسارات المتلقين للخدمة و مساعدتهم. ولفتت الى ان الاعمال الدرامية فى زمن سابق كانت تشارك الإعلام فى هذا الصدد فقدمت من خلال أحداث المسلسلات نماذج لشخصيات غيرت من مهنها وواجهت الحياة بأسلوب مختلف ونجحت.

الدكتور هشام الجيار الخبير فى التنمية البشرية أوضح أن الإعلام يجب ان يبحث عن افكار ونماذج قابلة للتطبيق و هذا يحتاج الى جهد كبير فى البحث يجعل المتلقى يشعر أن ما يراه ليس أمرا صعبا فى تنفيذه، فيقبل على التجربة مع عرض نماذج ناجحة لأصحاب تجارب يروون قصصهم.

إستراتيجية إعلامية موحدة
ويشدد حمدى الكنيسى رئيس نقابة الإعلاميين على أن الهيئات المنظمة لأعمال الصحافة والاعلام و نقابتى الإعلاميين والصحفيين يجب أن يتعاونوا فى وضع إستراتيجية لدعم المجتمع فى هذا الإطار و تقديم محتوى راق يساعد المصريين على الارتقاء بمستوى معيشتهم و تطبيق أفكار جديدة فى حياتهم تعزز من قدرتهم على العيش بشكل أفضل وسط تحديات الوقت الراهن. وأضاف ان الإعلام يمتلك من التكنولوجيا الحديثة ما يمكنه من وضع اطار متطور و تفاعلى لهذا المتحوي، ودراسة مدى تفاعل المشاهدين معه والاستفادة منه.

ويشير الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى إلى أن الإعلام يجب أن يتحدد دوره فى نقل الأفكار التى تنتجها المؤسسات المهنية بتطوير المجتمع، فعلى الجامعات ومؤسسات المجتمع المدنى ومراكز البحوث أن تجتهد فى إيجاد الحلول فى إطار المشاركة الفعالة فى احداث التغيير، ثم ينقل الإعلام هذا الاجتهاد فيؤثر مباشرة فى الجمهور.

الاهرام


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق