صبيحة أواخر أيام شهر رمضان الكريم تكون مشاهد الازدحام الخانق و التدافع
البشرى والاشتباكات بالأيدى والألفاظ النابية فى مكاتب البريد أمرا طبيعيا
لكل من اعتاد التعامل معها . لكن هذا العام كان المشهد أكثر تعقيدا .
الأهرام زارت أكثر من خمسة مكاتب بريد فى محافظة القاهرة وحدها لترصد منها
المشاهد الآتية..
المشهد الأول : فى مكتب بريد المجمع السكنى بمنطقة أطلس بحلوان حيث انتظر المواطنون من أصحاب المعاشات ومستحقى معاشات التضامن الاجتماعى ومستحقى معاش تكافل وكرامة، و المعروف بين البسطاء من أهالينا باسم «معاش السيسى «، على السلالم المقابلة للمكتب منذ الثامنة صباحا حتى يأتى الموظفون لافتتاح العمل به فى التاسعة كما هو معلن حسب مواعيد شهر رمضان. لأنهم يدركون تماما سخونة السباق الذى هم مقبلون عليه بصرف النظر عن بلوغهم من العمر أرذله .
وبمجرد أن اقتربت عقارب الساعة من تمام التاسعة وقف المنتظرون أمام باب الجمهور وقلوبهم تدق من أجل تلك اللحظة التى سيفتح فيها الباب . فإذا بعاملة النظافة تخبرهم أن عليهم الانتظار قليلا حتى تنتهى من تنظيف الأرضية.. ومرت 15 دقيقة أخرى قبل أن يخرج عليهم موظف من المكتب يفتح عينيه مضطرا ليغالب النوم الذى حرمه منه العمل فى هذه الساعة المبكرة من أيام الشهر الكريم. وأخبرهم بمنتهى الهدوء أن عليهم الذهاب لأى مكتب آخر لأنه فيما يبدو كانت هناك ليلا محاولات لسرقة كابلات المكتب . وقام اللصوص بقطع الأسلاك وبالتالى فإن الأجهزة لن تعمل بسبب غياب الشبكة. ولا يمكن العمل يدويا بعد أن صرفت الدولة الملايين من أجل ميكنة العمل فى مكاتب البريد . وكما تعلمون فإن هذا أمر لا يصح !. ومشكورا ، وصف لهم أقرب مكتب بريد فى المنطقة.
انصرفوا وهم على يقين بأن هناك العشرات فى أرض المعركة (مكتب البريد الآخر) فى انتظارهم.
المشهد الثانى .. داخل مكتب بريد الأمن الصناعى فى داخل أحد أسواق الخضار الشعبية بمنطقة حلوان . وبرغم مرور وقت طويل على التاسعة صباحاً ، فإن الموظفين لم يكونوا قد وصلوا بعد و بدأت المعارك بين المواطنين المنتظرين فى أسبقية الأدوار. كان بينهم الأشيب الذى لم تشفع له سنوات عمره الطويلة فى أن يجد مقعدا يلقى جسده عليه فى هذا المكان «الخدمي» الحكومي. وكانت هناك أيضا الأرملة و المعيلة ومن سعى لدفع تحويل مالى من أجل التقديم أو النقل لأبنائه فى المدرسة. هذا فضلا عن شباك آخر يبيع طوابع البريد والتمغة المطلوبة فى استخراج الأوراق الحكومية للعديد من المصالح.
ويضاف إلى كل هذه الأعداد المتعاملون مع البريد الذين جاءوا بدفاترهم من أجل سحب وإيداع أموالهم فى هذه الهيئة التى عرفت منذ القدم بـ «بنك الغلابة». ومن مفارقات الدهر أن من بين هؤلاء أيضا من يخوضون الصراع ويتحركون فى المعركة من أجل دفع تبرعات للجمعيات الخيرية والمؤسسات والمستشفيات التى تطلب الدعم والمساندة من أهل الخير ليل نهار على شاشات التلفزيون فى رمضان. والمذهل أنه من المفترض أن تقدم كل هذه الخدمات فى مساحة لا تزيد على 15 مترا مربعا بالكاد!! .
وبمجرد وصول الموظف المختص بالمعاشات ، والذى ربما يكون عمره فى عمر أصغر أبناء أحد الواقفين فى انتظار تشريفه لأداء مهام عمله. وقف الموظف ليصرخ فيهم جميعاً : كلامى واضح . قفوا فى الطابور بدون أسئلة ومن لا يعجبه ينتظر هناك عند الشباك الأخير (الذى لا يوجد به موظفون) . لا أريد « وجع الدماغ».
حُبست الأنفاس كمدا و قهرا و تلاشت الأصوات إلا من همهمات تسمع بينها ما معناه « يوم و يمر» .
المشهد الثالث .. فى مكتب بريد»الحمامات» حيث لا تجرؤ قدم على الدخول فيها بسبب الأعداد الغفيرة .. وكانوا فى غالبيتهم من مستحقى معاش تكافل وكرامة. ولعل أغرب ما فى المشهد أن جميعهم يحملون كروت صرف مميكنة ! ولما سألتهم: لماذا لا تصرفون المعاش من ماكينات الصراف الآلى إذن ؟! قالت إحداهن نحن نعطى الكارت للموظف ليدخله على ماكينة خاصة ثم نستلم المعاش .. تماما مثل كارت الخبز فى التموين.
المشهد الأول : فى مكتب بريد المجمع السكنى بمنطقة أطلس بحلوان حيث انتظر المواطنون من أصحاب المعاشات ومستحقى معاشات التضامن الاجتماعى ومستحقى معاش تكافل وكرامة، و المعروف بين البسطاء من أهالينا باسم «معاش السيسى «، على السلالم المقابلة للمكتب منذ الثامنة صباحا حتى يأتى الموظفون لافتتاح العمل به فى التاسعة كما هو معلن حسب مواعيد شهر رمضان. لأنهم يدركون تماما سخونة السباق الذى هم مقبلون عليه بصرف النظر عن بلوغهم من العمر أرذله .
وبمجرد أن اقتربت عقارب الساعة من تمام التاسعة وقف المنتظرون أمام باب الجمهور وقلوبهم تدق من أجل تلك اللحظة التى سيفتح فيها الباب . فإذا بعاملة النظافة تخبرهم أن عليهم الانتظار قليلا حتى تنتهى من تنظيف الأرضية.. ومرت 15 دقيقة أخرى قبل أن يخرج عليهم موظف من المكتب يفتح عينيه مضطرا ليغالب النوم الذى حرمه منه العمل فى هذه الساعة المبكرة من أيام الشهر الكريم. وأخبرهم بمنتهى الهدوء أن عليهم الذهاب لأى مكتب آخر لأنه فيما يبدو كانت هناك ليلا محاولات لسرقة كابلات المكتب . وقام اللصوص بقطع الأسلاك وبالتالى فإن الأجهزة لن تعمل بسبب غياب الشبكة. ولا يمكن العمل يدويا بعد أن صرفت الدولة الملايين من أجل ميكنة العمل فى مكاتب البريد . وكما تعلمون فإن هذا أمر لا يصح !. ومشكورا ، وصف لهم أقرب مكتب بريد فى المنطقة.
انصرفوا وهم على يقين بأن هناك العشرات فى أرض المعركة (مكتب البريد الآخر) فى انتظارهم.
المشهد الثانى .. داخل مكتب بريد الأمن الصناعى فى داخل أحد أسواق الخضار الشعبية بمنطقة حلوان . وبرغم مرور وقت طويل على التاسعة صباحاً ، فإن الموظفين لم يكونوا قد وصلوا بعد و بدأت المعارك بين المواطنين المنتظرين فى أسبقية الأدوار. كان بينهم الأشيب الذى لم تشفع له سنوات عمره الطويلة فى أن يجد مقعدا يلقى جسده عليه فى هذا المكان «الخدمي» الحكومي. وكانت هناك أيضا الأرملة و المعيلة ومن سعى لدفع تحويل مالى من أجل التقديم أو النقل لأبنائه فى المدرسة. هذا فضلا عن شباك آخر يبيع طوابع البريد والتمغة المطلوبة فى استخراج الأوراق الحكومية للعديد من المصالح.
ويضاف إلى كل هذه الأعداد المتعاملون مع البريد الذين جاءوا بدفاترهم من أجل سحب وإيداع أموالهم فى هذه الهيئة التى عرفت منذ القدم بـ «بنك الغلابة». ومن مفارقات الدهر أن من بين هؤلاء أيضا من يخوضون الصراع ويتحركون فى المعركة من أجل دفع تبرعات للجمعيات الخيرية والمؤسسات والمستشفيات التى تطلب الدعم والمساندة من أهل الخير ليل نهار على شاشات التلفزيون فى رمضان. والمذهل أنه من المفترض أن تقدم كل هذه الخدمات فى مساحة لا تزيد على 15 مترا مربعا بالكاد!! .
وبمجرد وصول الموظف المختص بالمعاشات ، والذى ربما يكون عمره فى عمر أصغر أبناء أحد الواقفين فى انتظار تشريفه لأداء مهام عمله. وقف الموظف ليصرخ فيهم جميعاً : كلامى واضح . قفوا فى الطابور بدون أسئلة ومن لا يعجبه ينتظر هناك عند الشباك الأخير (الذى لا يوجد به موظفون) . لا أريد « وجع الدماغ».
حُبست الأنفاس كمدا و قهرا و تلاشت الأصوات إلا من همهمات تسمع بينها ما معناه « يوم و يمر» .
المشهد الثالث .. فى مكتب بريد»الحمامات» حيث لا تجرؤ قدم على الدخول فيها بسبب الأعداد الغفيرة .. وكانوا فى غالبيتهم من مستحقى معاش تكافل وكرامة. ولعل أغرب ما فى المشهد أن جميعهم يحملون كروت صرف مميكنة ! ولما سألتهم: لماذا لا تصرفون المعاش من ماكينات الصراف الآلى إذن ؟! قالت إحداهن نحن نعطى الكارت للموظف ليدخله على ماكينة خاصة ثم نستلم المعاش .. تماما مثل كارت الخبز فى التموين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق