بحث في هذه المدونة

الثلاثاء، 1 مايو 2018

"الدواء والمعاشات " ..محاولة للفهم

هناك دور غائب للنواب في أزمتي الدواء والمعاشات ، وأنا لا اريد التحدث في البديهيات ، لكن المؤكد أن المتاجرة بآلام الناس جريمة اخلاقية تستوجب العقاب ، وان لم ترد في مواد قانون العقوبات ، فلا يعقل ولا يليق بدولة قانون في حجم مصر ان تتغاضي عن تنفيذ حكم "الادارية العليا " الذي يصب في صالح تسعة ملايين من اصحاب المعاشات يعولون نحو 35 مليون مصري ، اي ثلث تعداد الشعب المصري عموما ، ونحن لا نستطيع ان نلوم الحكومة لعدم تنفيذ حكم الادارية العليا ، فقد حرص المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء علي الاجتماع بوزراء التضامن الاجتماعي ، والعدل ، والمالية يوم الثاني من ابريل الجاري في اعقاب صدور الحكم لصالح ارباب المعاشات ، وطالبهم باعداد دراسة عاجلة وموافاته بالنتائج لاتخاذ اللازم ، لكن الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية سارت في اتجاه اخر ، وبدلا من اعداد الدراسة المطلوبة كلفت هيئة قضايا الدولة لرفع استشكال بعد اربع ايام فقط من صدور حكم الادارية العليا ، وتم الحكم بالوقف المؤقت ، ومرت ثلاثة اسابيع دون ان يحرك مجلس النواب ساكنا ..! 



وعلي الجانب الاخر ، فقد توالت صرخات ملايين المرضي من المصريين بسبب نقص الادوية الحيوية التي تساعدهم علي قضاء ما تبقي من أعمارهم دون ألم ، وتصاعدت ازمة الدواء يوما بعد يوم ، وحاولت الحكومة في حدود المتاح البحث عن مخرج لمواجهة مافيا الدواء وتوفيره بأسعار في متناول السواد الاعظم من مرضي المصريين ، وفي مقدمتهم اصحاب المعاشات الذين افنوا حياتهم في خدمة بلادهم ، وفي الوقت المحدد لتكريمهم تلقوا الخبر الصادم بحرمانهم من حقهم في تحسين معاشاتهم ، ليس فقط ، بل بوضعهم في موقف لا يحسدون عليه لمواجهة مافيا الدواء ومواجهة الموت البطئ ..! 


اخر الكلام :
التفاصيل كثيرة ومتشعبة ، وبعضها يبعث علي الريبة والشك في المسألة الدوائية ، بعد ان اصبحت صناعة الدواء في مهب الريح ، وصدق او لا تصدق ان نسبة الشركات الاجنبية التي تستحوذ علي صناعة الدواء في مصر تبلغ 60 بالمائة ، بينما يسيطر القطاع الخاص علي نسبة 35 بالمائة ، وفي حين تراجع دور الشركات الوطنية وانخفض رويدا رويدا من مواجهة مافيا الدواء ، حيث اقتصر دور الشركات الوطنية علي التعبئة والتغليف وانتاج قليل من الادوية بنسبة لا تزيد علي خمسة بالمائة ، وازعم ان الخروج من هذا النفق القاتل يقع علي عاتق مجلس النواب ، فلا يعقل ان يتوقف خط انتاج شركة النصر للصناعات الدوائية الذي كان ينتج خمسة مضادات حيوية تباع مثيلتها بعشرة اضعاف ثمنها .. التوقف بفعل فاعل ، والحل يكمن في "قانون الهيئة العليا للدواء " وليس علي الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب سوى اخراجه من الادراج لمناقشته واقراره لانقاذ صناعة الدواء المصري لانها تمسالامن المصري مباشرة ..!!





شكري القاضي - الجمهورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق