بحث في هذه المدونة

السبت، 24 فبراير 2018

«أبوعبدالله» يحول منزله لورشة فنيّة: «مشغولات خشبية على أد الإيد»

ساعات طويلة يقضيها محمد حسن، الشهير بأبوعبدالله فى غرفته الصغيرة بمنزله الذى يقع بمنطقة بولاق الدكرور، ممسكاً بأدوات النجارة البدائية، ليصنع أشكالاً من الخشب يبرز من خلالها موهبته المفضلة، رغم سنه الذى تجاوز الـ60 عاماً.

 

يقول أبوعبدالله الذى تخرج من كلية التجارة جامعة القاهرة: «بقالى أكتر من 16 سنة بشتغل فى المشغولات اليدوية الخشبية، ابتديت بحاجات بسيطة ومع الوقت قدرت أعلم نفسى بنفسى من مشغولات يدوية سهلة إلى ما هو أصعب زى المطابخ والنيش والسراير، ودول أول حاجة عملتها لولادى لما اتجوزوا».

نظراً للظروف الاجتماعية الصعبة التى يمر بها أبوعبدالله، خاصة أنه يحصل على معاش ضئيل لم يتجاوز الـ600 جنيه شهرياً، تحولت هوايته من صنع المشغولات اليدوية إلى مهنة يبحث من خلالها على لقمة العيش لزيادة دخله، بمساعدة زوجته وأبنائه الـ3 الذين يقدمون له الدعم المعنوى، بالإضافة لزوجته التى تساعده فى شراء الأخشاب التى يستخدمها فى صنع مشغولاته اليدوية من محال النجارة المجاورة لسكنهم.

المشغولات اليدوية، حتى البسيطة منها تحتاج إلى وقت طويل وجهد كثير، نظراً لتفاصيلها المعقدة أحياناً، ويقول أبوعبدالله: «شغلى كله يدوى بيعتمد على فكرة بستوحيها من أى رسمة، سواء من خلال تجولى فى الشوارع، أو من على الإنترنت، وأوقات ببتكر فكرة من دماغى، ولأن معنديش الإمكانيات إنى أفتح ورشة، نظراً لظروفى المادية، ومعنديش مكان يسهل عليا شغلى، بقضى وقت طويل فى إنى أطلع أحلى ما عندى، بإمكانياتى البسيطة».

 منشار وأزميل ومبرد ورزّة وشاكوش ومسمامير، هى أدوات أبوعبدالله لصنع مشغولاته، ومن بينها «السيارة، والمركب الصغير والكبير، المركب الفرعونى، الكارتة، والمنازل، المساجد، والمدفع»، وتتراوح أسعار مشغولاته من 200 إلى 1900 جنيه.
«الناس عاوزة السندوتش تاكله.. ولا عاوزة العربية ولا المركب» بهذا الكلمات عبر أبوعبدالله عن معاناته فى تسويق مشغولاته فى المنطقة الشعبية التى يسكن بها، لذلك يجد صعوبة فى تعريف الناس على مشغولاته اليدوية، ومن يعرف ذلك يكون أقرب الأقربين من عائلته أو سكانه المجاورين له، الأمر الذى أدى لضعف الإقبال عليه، رغم قضائه أيام وليالى فى صنع هذه المشغولات.

رضوى صلاح، إحدى مالكى ورش النجارة بالمناطق المجاورة له، استطاعت أن تصل إلى أبوعبدالله، وقررت مساعدته من خلال منشور نشرته على صفحتها الشخصية على «فيسبوك» مصحوب بصور لمنتجاته، لتعريف الناس بموهبته، وبالفعل نجحت الفكرة فى زيادة إقبال البعض على مشغولاته.

وفى نهاية حديثه، قال أبوعبد الله: «المهنة متعبة وشاقة وبتحتاج وقت وصحة ومجهود جبار، لكنى هفضل مكمل فيها لآخر يوم فى عمرى لإنى بحبها حتى لو مش هتجبلى العائد اللى مستنيه».


المصري اليوم


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق