“البدرى فرغلى “رئيس الإتحاد العام لأصحاب المعاشات في حوار لـ “البيان”
4 مليون من أصحاب المعاشات تحت خط الموت والحساب سيكون عسيرًا
– وزيرة التضامن “على رأسها ريشة” ولا تجد من يحاسبها – كيف يمكن أن تقضي شهرًا كاملا بمعاش لا يتجاوز 500 جنيها؟ – صرخات 9 مليون صاحب معاش لم تؤرق المسئولين وخاطبنا السيسي عدة مرات دون رد
حوار: تقى محمود .
رغم العقود الطويلة التي قضوها في خدمة الوطن على أمل أن يحصدوا نتاج هذا العمر الذي فني على أعتاب مكاتب وشبابيك وميادين العمل العام، بعد أن يبلغوا أرذلة، إلا أن حصادهم كان أكثر مرارة من تلك التي تجرعوها كؤوسا وأكوابا طيلة سنوات الشقاء. لم تشفع لهم كهولتهم عند حكومات تجردت من كل معاني الإنسانية، لتلقي بملايين الأسر على قوائم الانتظار والترقب آملين في الحد الأدني من الحياة، حتى وإن كانت غير كريمة، 9 مليون مستحق للمعاش في مصر لم تؤرق صرخاتهم آنات ومضاجع المسئولين، فباتوا يتسولون الكفاف على موائد المسئولين في وقت ينعم غيرهم على أسرة الراحة والرغد، في مشهد يعيد للأذهان التفرقة الطبقية وتقسيم المواطنين إلى درجات.
“البيان” سعت إلى إلقاء الضوء على هذه القنبلة الموقوتة في محاولة لكشف النقاب عن بعض كواليسها لعلها توقظ ضمائر نائمة أو تحيي أنفس ميتة، وذلك من خلال هذا الحوار مع البرلماني السابق، البدرى فرغلى، رئيس الإتحاد العام لأصحاب المعاشات، والذي لخص الازمة في جملة واحدة “لن تتحسن هذه المنظومة إلا بإزالة هذا السد الفاسد المحيط بأموالنا”.. فإلى نص الحوار:
• ماهى خارطة توزيع المعاشات فى مصر وكم عدد المستفيدين وشرائحهم ؟
عدد أصحاب المعاشات تخطى التسعة مليون يمثلهم ما يقرب من 40% من الشعب المصرى ؛ وهناك تفاوت طبقاً لسنوات الخدمة ؛ وهناك مايقرب من أربعة مليون من أصحاب المعاشات تحت خط الموت ؛ فإذا كانت المعايير الدولية للفرد الواحد إثنان دولار فى اليوم فنجد أن هؤلاء لم يصلوا إلى ربع دولار يومياً ؛ وبالتالى أصبح الملايين منهم يعيشون الآن تحت خط الموت ؛ وأكثر من إثنان أو ثلاثة ملايين معاشتهم لا تتجاوز 2000 جنيهاً والباقى تتفاوت مابين أربعة أو خمسة آلاف ؛ لنصل فى النهاية إلى خارطة مرعبة إجتماعياً وهذا الرعب أتاهم بسبب طمع كل الحكومات السابقة وعلى رأسها الحكومة الحالية ؛ فهؤلاء الناس يمتلكون بالحسابات أكثر من ترليون جنيه ؛ هذه الثروة يملكها أصحاب المعاشات وليس لهم أى سلطة عليها ؛ فقد تم تبديدها والإعتداء عليها وبالتالى نحن من ندفع فاتورة هذا الإعتداء المستمر علينا ؛ فهناك أفراد تجوع وآخرين يموتون جوعاً وغيرهم لايملكون شراء الدواء إلى آخره….. نحن نعيش مآساة غير مسبوقة ومازلنا نقاوم بالقانون والدستور وبشرع الله ..
• هل طالبتم بزيادة قيمة المعاشات قبل ذلك ؛ وماذا كان الرد ؟
نعم طالبنا مرات عديدة ولم نتلقى أى إستجابة ؛ ونحن الآن أمام المحكمة الدستورية العليا والمحكمة الإدارية لمجلس الدولة ولدينا قضية يوم 6/11 القادم لتنفيذ حكم القضاء الخاص بإستعادة 80%من خمسة علاوات سابقة صدرت بها أحكام من الدستورية العليا ؛ يقابله لامبالاة من قبل وزيرة التضامن الاجتماعى التى لم تنظر إلى هذه الأحكام بعين الإعتبار ولم تلقى لها بالاً على الرغم أن الدستورية العليا هى أعلى هيئة قضائية فى مصر ؛ ففى مايو الماضى أصدرت المحكمة حكماً بأحقية أصحاب المعاشات المبكرة فى إستعادة كل ماخصم منهم ولم تستجيب الوزيرة لحكم القضاء فهى تستغل الأوضاع السياسية للبلاد ومقاومة الدولة للإرهاب لتفعل بنا ما تريد ؛ وتتمتع بالحصانة والحماية ولا تجد من يسألها ويحاسبها لتفعل بنا مالم يفعل من قبل ؛ ونحن الآن لانجد سبيل سوى المقاومة للتغلب على النهاية المآساوية لأصحاب المعاشات…
• هل تصرف الحكومة فوائد أرصدة المعاشات التى لديها للمستفيدين ؟
الحكومة استولت على أموالنا ومايصرف من فوائد يعتبر نقطة فى بحر حيث أن مئات المليارات بفائدة حسابية 8% وأخرى 9% وهذه النكتة المآساوية لم نعدها من قبل فى التاريخ ؛ فاليوم تبدأ الفوائد من 16و 20% ؛ والكارثة أننا لا نستطيع أن نسأل ؛ ومن نسأل ؟ فهى نفس المنظومة التى اعتدت على أموالنا وهم من صنعوا الأزمة وهم من يديرون شؤننا الآن ..
• هل هناك عدالة فى توزيع المعاشات بين المستفيدين ؟
عندما نقول أن مبلغ 500 جنيهاً هو حد أدنى للمعاشات فهذا غير مقبول لأن الحد الأدنى هو 1200جنيهاً ؛ ولذلك قمنا برفع قضية أمام الدستورية العليا الآن حيث أن مبلغ 500 جنيه لم يعد له قيمة مادية فهو لايكفى لحياة طفل وليست أسرة بأكملها….
• كيف يمكن تحسين منظومة المعاشات من وجهة نظركم ؟
لابد من إزالة هذا السد الفاسد المحيط بأموالنا ؛ وبالتالى لم تتحسن هذه المنظومة بإستمرار هؤلاء الفاسدين فى إدارة شؤننا ؛ حيث أن المادة 17نصت على وجود هيئة مستقلة لإدارة أموالنا ومع ذلك لم تلقى وزيرة التضامن بالاً لكل هذا وقابلته بالتجاهل المفرط حيث أنها منحت الدستور أجازة مفتوحة فى المادة 17و 27 …..
• هل يمكنكم عقد مقارنة بين واقع المعاشات فى عهد مبارك وعام الإخوان مقارنةً بما هى عليه الآن ؟
عام الإخوان لايحسب زمنياً ؛ ولايمكننا أن ننكر التحسن النسبى فى عهد النظام السابق مقارنة بما نعيشه الآن فى ظل نظام معاشات { الجنيه } لم يعد عملة للتداول حيق أنه انخفضت قيمته العام الماضى لتصل إلى 50قرشاً والآن لاتتعدى قيمته الشرائية 25قرش ….
• ماهو موقف الرئيس حيال قضيتكم ولماذا لم تخاطبوه وإذا خاطبتوه فماذا كان رده ؟
نحن بالفعل قمنا بخطاب السيد الرئيس { عبد الفتاح السيسى } عدة مرات ولم نتلقى أي رد إلى الآن على الرغم من مساندتنا ودعمنا له عند ترشحه للرئاسة ؛ أكثر من 30فرد رؤساء النقابات الفرعية ؛ وكنا نجلس بجانبه نشكوا له المآساة التى يتعرض لها أصحاب المعاشات فى مصر….
• لماذا لا يتساوى بين أصحاب المعاشات العادية گ الموظفين وبين أصحاب معاشات الجيش والشرطة ؟
الشرطة مثلنا تماماً وتخضع لنفس القانون وهو 79 لعام 1975 ؛ أما القوات المسلحة لها قانون خاص بها وهو قانون {90} ولا علاقة لنا بمعاشات القوات المسلحة…..
• كيف تحارب وزارة التضامن أصحاب المعاشات ولماذا لايخصص صندوق مستقل لأموال المعاشات غير خاضع لسيطرة الحكومة ؟
وزيرة التضامن هى أكثر الوزراء فى تاريخ مصر التى قامت بالإعتداء على أموالنا ونهبها ؛ وليس ذلك فحسب بل مارست علينا أعمال التنكيل أيضاً ؛ وهى الآن تخوض حالة من الرعب الإجتماعى فى المجتمع ؛ مما تسبب فى رفعه إلى درجة الإحتقان الشديد فى قاع المجتمع الآن …..
• رسالة أخيرة توجهها لأصحاب المعاشات وأخرى للحكومة ؟
أولاً رسالتى للمستفيدين من المعاشات أوجهها لهم وأقول أنه أشرف لكم أن تموتوا صامدون واقفون على الأسرة السوداء وعلى السلالم والأرصفة لتستعيدوا حقوقكم المنهوبة والمسلوبة دون إرادتكم ودون أى وجه حق …….
أما عن رسالتى للحكومة فأنا لن أوجه لها رسالة بل أقول كلمةً واحدةً ؛ كل وقت وله آذان ؛ والمآساة التى نعيشها الآن بسبب نهب وسلب وسرقة أموالنا لم تسقط بالتقادم ؛ ويوماً ما سيكون الحساب عسير لكل من سولت له نفسه الإعتداء على أموالنا ونهب حقوقنا……..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق