بحث في هذه المدونة

الأربعاء، 2 أغسطس 2017

مصري توفي منتظراً المعاش...ما علاقة "الإخوان"؟

أثار خبر عن وفاة مسن #مصري خلال انتظاره في طابور المعاشات (الراتب الذي يتقاضاه الموظفون بعد انتهاء خدمتهم وتجاوزهم سن الستين)، حالة واسعة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي بمصر. وبث الخبر، الثلثاء، في وقت يبدأ فيه الملايين من أصحاب المعاشات في التوجه إلى مكاتب التأمينات للحصول على مستحقاتهم المالية. 
 
 اللافت هو أن أغلب من شاركوا في موجة الغضب الإلكترونية، وأعادوا نقل الخبر على نطاق واسع، عبر "فيسبوك" و"تويتر"، لم يلاحظوا أن القصة بدأت بنشر تقرير إخباري صغير على موقع "عربي اكسبرس" (arabyexpressnews.com)، الذي حجب في 20 حزيران الماضي من السلطات المصرية، وفق إحدى الشركات التقنية.     

وجاء في الخبر: أثناء وقوف مسن في طابور صرف المعاش- من الساعة السادسة والنصف صباحا وحتى الثامنة صباحا - تعرض لغيبوبة بمكتب بريد الأبراهميمة بشارع أبوقير بمحافظة الإسكندرية". 

ونشر الموقع رابطاً للخبر على صفحته في "فيسبوك" الساعة 5:31 من صباح يوم الثلثاء، أي قبل نحو ساعة من مغادرة المسن لمنزله، ونحو ساعتين ونصف من "وفاته". 

وبدأت الحكومة المصرية في حجب عشرات المواقع التي تتهمها بأنها موالية لجماعة "الإخوان المسلمين"، وتبث أخبارا كاذبة تهدد الأمن القومي. 

وقال مسلم أبوالغيط، المتحدث الرسمي بـ"نقابة أصحاب المعاشات" لـ"النهار": "إن الخبر عار تماما من الصحة"، مضيفاً:"لقد اتصلت بمسؤولين تابعين للتأمينات الخاصة بموظفي الحكومة، وكذلك بتأمينات القطاع الخاص، في الإسكندرية، وتحدثت إلى العديد من مصادرنا، وأكدوا أن هذه الحكاية لم تحدث على الإطلاق". 

لكن أبو الغيط انتقد وزارة التأمينات الاجتماعية، واتهمها بالتقصير في تحسين طريقة حصول أصحاب المعاشات على مستحقاتهم المالية، وقال: "خاطبنا الوزارة أكثر من مرة لإيجاد حل للمعاناة التي يواجهها كبار السن كل شهر خلال حصولهم على مستحقاتهم المالية، وطالبناها الوزيرة (غادة والي) بأن تجد حلا آداميا يتناسب مع هؤلاء الناس الذين خدموا وطنهم طوال عمرهم، لكن ما من مجيب". 

ويبلغ عدد المستحقين للمعاشات أكثر من 9 ملايين مواطن، تتجاوز أعمار معظمهم 60 عاماً. وتتكدس الطوابير على مدار أيام الأسبوع الأول من كل شهر أمام شبابيك صرف المستحقات المالية، ويبلغ طول بعضها 50 مترا أو أكثر، ويستغرق صرف المعاش في بعض الأحيان ما بين 3 و6 ساعات في بعض المناطق كثيفة السكان. 

ولا تمرر الأذرع الإعلامية لجماعة " #الإخوان_المسلمين " وأنصارها، فرصة سانحة، أو خطأ حكومياً، إلا وتستغله على الفور لإثارة الشارع المصري ضد النظام السياسي الحاكم. 

ووفقا للسجلات الإلكترونية فإن الموقع الذي بث الخبر، تم تسجيل نطاقه في 16-11-2016، وهو ليس من بين المواقع المعروفة في #مصر، وعلى الأرجح انطلق بثه في شهر حزيران الماضي، أي قبل أيام من حجبه. 

ونسب الموقع الخبر لمؤسسة مجهولة تحمل اسم "الشهاب لحقوق الإنسان"، وموقع تلك المؤسسة (elshehab.net) تم تسجيله في فترة قريبة من تاريخ تسجيل "عربي اكسبرس"، وهو غير مفهرس حتى اللحظة على محرك البحث غوغل ، وهو ما قد يشير إلى أن كلا الموقعين تتم إدراتهما من قبل إحدى الخلايا الإعلامية التابعة للجماعة المحظورة في مصر. 

وأوضحت مصادر مقربة من تيارات الإسلام السياسي أن "عربي اكسبرس" وموقع "الشهاب لحقوق الإنسان"، وغيرهما، يأتون ضمن مجموعة من المواقع البديلة التي بدأ أنصار الجماعة الإعداد لها فور تواتر مؤشرات عن نية السلطات المصرية حجب المواقع المؤثرة. 

لكن تلك المواقع مازالت تنفذ إلى المصريين عبر صفحاتها على شبكات التواصل، فموقع "شبكة رصد الإخبارية" على سبيل المثال، يصل إلى أكثر من مليوني متابع على "تويتر"، ونفذ النبأ الذي بثه "عربي اكسبرس" بداية الأمر إلى المواطنين من خلال صفحة الموقع على "فيسبوك" التي تضم قرابة 82 ألف معجب.

عن النهار اللبنانية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق