بحث في هذه المدونة

الأربعاء، 26 يوليو 2017

تأميم الحرية ربيع الفساد - البدري فرغلى

إنها من أعظم الكلمات وهى تستحق الاستشهاد بسببها .. من اجلها يحيا الإنسان أو يموت..

إن الحرية هي الطريق الوحيد بناء الوطن .. لا يوجد وطن واحد فالتاريخ بناه العبيد ..

نعم .. لقد تم تأميم الحرية .. وأغلقت منافذ التعبير .. بل أصبحت الممارسة خطر داهم على من يمارس حقه بحرية والتعبير عن رأيه .. إن المستفيد الأول والأخير بتأميم الحرية هو (الفساد) ..

 إن الفساد يعيش الآن في ربيع عمره .. لقد أصبح مستقر وفى أمن وأمان .. لا يستطيع مواطن مهما كان شئنه أن يتصدى للفساد .. بعد أن أصبح من القوه والحماية والحصانة تجعلنا نتراجع أمام قوه الفساد في ربيعه !!

لقد أصبح كل مسئول في مصر وفى أي موقع بعيد عن المسائلة والسؤال .. بل نقده أصبح يمثل خروج عن القانون ..

هناك من المسئولين من يؤدون دورهم بكفاءة وصبر .. وهناك أيضا من يستغلون (ربيع الفساد ) !!

نسمع بصفه مستمرة الفساد ينادى .. (الإرهاب .. الإرهاب)

كلما خرج الرصاص ليقتلنا ينعم الفاسدين بابتعاد الرأي العام عنهم .. لقد أصبح الخطر الدائم على هذا الوطن يأتي من الفساد والإرهاب إنهم شركاء فالعمل الإجرامي .. ويدفع الشعب الثمن من جراء الفساد المشترك مع الإرهاب !!

 لقد أصبحنا غير قادرين على مواجهه الفساد خاصة في ربيعه .. لقد أغلقت كل منافذ التعبير عن رأينا وتم تجريم الاحتجاج والتظاهر .. ولم يعد أمامنا سوي إخراج المخزون الوطني من صدورنا وهو الموروث الوحيد لنا عبر تاريخنا كله ..

من يصدق إننا بعد أن استمرينا سنوات من خلال كل وسائل الرأي والتعبير حتى ميادين الاحتجاج والتظاهر نقاوم الفساد .. لكننا الآن نزعت منا كل أسلحة المقاومة وبقي الفساد ينعم بربيعه !!

هل يمكن أن  نبوح بما ما هو في صدورنا .. أو هل يسمح لنا بتقديم المستندات والوثائق التي تؤكد أن هناك من اعتدى على أموال أصحاب المعاشات ؟؟

لقد سبق أن فعلنا وكانت النتائج ...

ذهبنا إلى كل أنواع المحاكم حتى المحكمة الجنائية .. كلها طبعا برائه !!

لكننا سنقاوم بما تبقى لنا من عمر وصحة محدودة للغاية لكننا نملك رصيدنا الوطني وهو الأقوى من الفساد نفسه .. حتى في ربيعه !!

إننا نقدم رقم واحد تسبب في معانات الملايين من الشعب المصري ..

عام 2006 اتى "يوسف بطرس غالى " وزير المالية الأسبق والهارب في لندن الآن .. والذي سوف يتصالح قريبا ويعود .. بمساعد له لشئون أموال التأمينات .. خلال فتره وجوده أعلن رسميا بالمستندات أن هناك 162 مليار جنيه ديون على الخزانة العامة من أموال التأمينات استمرت سبع سنوات بدون فوائد على الإطلاق .. بإضافة الفوائد البنكية أو أذون الخزانة يصبح هذا الرقم نصف تيريليون !!

 حتى هذه اللحظة لم يستطيع مسئول واحد أن يعلن أين ذهب هذا الرقم .. ومن الذي بدده ونهل منه ما نهل ؟؟

كل فترة زمنية تخرج علينا وزيره التضامن لتعلن أنها قامت بفض التشابك والاشتباك بين أموال التأمينات ووزارة المالية بحضور وتوقيع رئيس الوزراء ينتهي الاحتفال .. بنقل مجموعه سندات ورق إلى سندات ورق أخرى .. كلما اشتدت الأزمة يعاد مره أخرى اجتماع القمة بين وزاره المالية والتضامن وبحضور أيضا رئيس الوزراء حيث يحمل في مكتبه ختم بشعار الجمهورية

إن الملايين من أصحاب المعاشات لم تعد تحت خط الفقر بل أصبحت تحت خط الموت نفسه ..

إن الملايين منا نحن أصحاب المعاشات أصبحنا نتعرض لمجاعة ممنهجة ومقصودة .. بل هناك جرائم ضد الإنسانية ترتكب ضدنا بعد أن أصبحنا الآن غير قادرين على شراء الدواء والعلاج .. من يصدق إننا الآن نعيش هكذا ..

عندما نصرخ يتهمونا إننا ضد الاستقرار .. وكان الاستقرار هو : استقرار للفساد نفسه !!
 نعم .. لقد أخطانا في الحسابات والوعي .. لم نكن نعلم أن هذا سوف يحدث لنا ..
لم يكن هذا الطريق طريق الجوع والمرض هو الذي اخترناه .. إننا كنا نطالب بحياة إنسانيه آمنة وحرية تحمينا

لكن ما حدث لنا لم نفكر فيه لحظه .. لكنه حدث .. وندفع الآن فاتورة ما حدث !!
إن تأميم الحرية أصبح يمثل الحماية والحصانة للفساد الذي يعيش ربيع أيامه الآن  !!
إننا نطالب بتشكيل لجنه قضائية مستقلة تحقق معنا نحن ضحايا الفساد المزدهر .. هل هذا ممنوع ؟؟

إننا نقر ونعترف إننا ارتكبنا جرائم في مواجهه ومكافحه الفساد .. وسوف نعترف بذلك كتابتا هل تقبلون ذلك
ونعلن أيضا إننا سوف نقاوم حتى النهاية للدفاع عن حقوقنا بالقانون والدستور وشرع الله ..

 إن الحرية هي اثمن شئ نملكه .. لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا .. لماذا تأممونا حريتنا وقد ولدنا بها


البدري فرغلى
** رئيس اتحاد أصحاب المعاشات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق