بحث في هذه المدونة

الاثنين، 30 أبريل 2018

د. فتحي حسين يكتب: حقوق أصحاب المعاشات والبدري فرغلي!

هناك حقيقة يعيشها اصحاب المعاشات في مصر طوال السنوات والعقود الماضية ولا يمكن تجاهلها، بالرغم من ان الحكومة تدركها جيدة وتفعل من أجلها كل ما هو متاح، ولكنها ربما لا تستطيع أن تفعل شيئا اكثر من ذلك، ربما بسبب العجز في الموازنة العامة بشكل مستمر ما بين الايرادات والمصروفات، وهي أن معظم أصحاب المعاشات يموتون جوعًا أو بسبب المرض وسوء العلاج والدواء الذي يرتفع سعره باستمرار طوال الوقت دون أن يهتز للحكومة جفن! 

وعندما أصدر القضاء الإداري حكما تاريخيا لصالح أصحاب المعاشات يلزم الحكومة بإضافة 80% على الأجر المتغير من قيمة العلاوات لأصحاب المعاشات، وتنفيذ الحكم بمسودته دون إعلان، إلا أن الحكومة لا تستطيع التنفيذ وطالب اصحاب المعاشات بتنفيذ حكم القضاء فهم فى أمس الحاجة إلى سرعة وزيادة أنواع الرعاية!

وقد قرر اتحاد أصحاب المعاشات برئاسة البدري فرغلي إرسال مذكرة لجميع أعضاء مجلس النواب، للمطالبة بضرورة تدخل المجلس باستخدام سلطاته التشريعية لرد حقوق أصحاب المعاشات، ولكنه لم يحدث شيئا حتى الآن ونحن على مشارف شهر رمضان المعظم.

فعلي الرغم من أن هناك ملايين من أصاحب المعاش خرجوا منذ 2006 حتى الآن ويحق لهم صرف 5 علاوات حكم بها القضاء بأحقيتهم فيها، وهم قطاع غير قليل ولكنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على حقوقهم ولكنها بالطبع حقوق مصانة ومحمية من قبل الحكومة والدولة.

ويذكر أن عددا من أصحاب المعاشات قد رفعوا دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء منذ عامين، بسبب عدم إعادة تسوية معاشات المحالين للمعاش لبلوغهم سن الستين على أساس إضافة نسبة 80% من قيمة آخر 5 علاوات إلى أجرهم المتغير وأن وزيرة التضامن غادة والي، صرحت مؤخرا أن المعاشات ما زالت قليلة نسبيًا عن المتوسط المعهود، الأمر الذي أدى الى أن الدولة قامت بتثبيت المعاشات عند الأجر الأساسى 500 جنيه، منذ 20 عامًا، وفق قانون المعاشات الصادر منذ عام 1975، ولم يتم العمل عليه منذ ذلك الوقت! 


وكان البطل الحقيقي لكل ذلك وصوت اصحاب المعاشات المناضل البدري فرغلي عضو مجلس الشعب السابق ورئيس اتحاد اصحاب المعاشات الذي يعشقه الكبير قبل الصغير في بورسعيد، نظرا لتحمله منذ الصغر مسئولية الضعفاء والمهمشين والمكلومين، ليكون هو صوتهم أمام المسئولين، وتصبح شهرته مرتبطة بأبناء الطبقة الكادحة من العمال وأرباب المعاشات وفي الوقت الذي عجزت فيه ألسنتهم عن المطالبة بحقوقهم، وتعبت أرجلهم من مخاطبة الحكومة.

وكان البدري فرغلى الذي داهمه الكبر هو المطالب بحقوق أصحاب المعاشات حتى عمل كرئيسا لاتحاد أصحاب المعاشات، مناديا في كل موقف بتحسين أوضاعهم ومعيشتهم، ودافع فرغلي عن العمال بشراسة قائلا: إن العامل المصري بلا حقوق ولا يستطيع أصلا أن يحلم، مطالبا بتعديل قوانين العمل وحماية العمال قانونًا وليس بالتصريحات! على الرغم من ان غادة والى اكدت في تصريحات لها أن المعاشات بدأت بـ44 مليار جنيه تقريبًا، ووصلت الآن إلى 155 مليار جنيه، موضحًة أن الدولة معاشاتها محدودة، لارتباطها بالمدخرات الخاصة بالأشخاص المؤمن عليهم على مدار سنوات عملهم.

لابد ان تعمل الدولة على تلبية مطالب اصحاب المعاشات الذين اضاعوا سنوات عمرهم في خدمة الوطن وحان الوقت لأن يقدم لهم الوطن أبسط حقوقهم وهو معاش كريم يقيهم شر الحاجة والعوز ويجعل لهم عيشا كريما في هذا الوطن العظيم مصر الذي ننتمي اليه ونعيش لأجله.


صدى البلد



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق