أكتب أولا عن الدراما الأخطر وهى دراما الواقع قبل ملاحظات سريعة عن صخب مسلسلات وإعلانات رمضان!!
بداية أرجو الانتباه أن المصريين بعد ثورتهم ليسوا مثل قبلها، وأنه عبر رسائل النشر والاتصال لا شيء أصبح خافيا يختلط فيه الصحيح والخطأ! وبما يعنى أن المصارحة والشفافية والمصداقية أصبحت ضرورات أمن قومى احتراما لوعى المواطن ولحقه فى أن يعرف ويفهم ويختلف ويتفق.
> أن يذهب وزراء ويأتى آخرون أمر طبيعي.. نعم.. مثل ضرورة أن يُقدم كشف حساب بأسباب من جاءوا وأسباب من ذهبوا... وبصرف النظر عما سيدفعه المصريون من موازنتهم المثقلة بفوائد القروض وخلل الميزان التجارى، من معاشات غير مسبوقة لمن سيعودون بعد الوزارة لمواقعهم ومناصبهم القديمة بينما يظل 9 ملايين مواطن من أصحاب المعاشات ينتظرون احترام معاناتهم والإجابة على سؤال أين ذهبت مدخرات شقاء أعمارهم التى اعترف مستشار وزيرة التضامن أن هذه الأموال بلغت فى أغسطس 2017 نحو 686 مليار جنيه، وفى سبتمبر 2017 أعلن أنها وصلت إلى 705 مليارات.. فكم وصلت حتى الآن؟!
> أول اختبار لحكومة د. مصطفى مدبولى هو مواجهة التوابع الاقتصادية والاجتماعية لموجات رفع الأسعار الجديدة والتى بدأت بشرائح الكهرباء ثم أسعار المحروقات وما سيتبعها من اشتعال جديد فى جميع أسعار الحياة والخدمات!! ألا توجد دراسات اقتصادية واجتماعية تقول هل تستطيع دخول الطبقة الوسطى التى انهارت والملايين تحت خطوط الفقر أن تواجه المشتعل بالفعل من أسعار وصلت إلى أرقام تناسب فقط إمكانات وقدرات القوى المالية التى تضخمت وتوحشت وتفرض مواجهاتها بسياسات وقوانين حماية وعدالة اجتماعية.. لم يعد الأمر يكفيه برامج تكافل وكرامة.. الأمر أكبر فى قوانين مجلس النواب تؤكد أن السادة النواب يدركون معاناة وآلام الملايين والذين من المفروض أنهم أدخلوهم المجلس مقابل الإنابة عنهم فى حل مشكلاتهم!!
> لم يتوقف الرئيس عن توجيه التحية للشعب وتأكيد أنه لولا صموده وصبره ما استطاعت مصر أن تعبر التحديات والأزمات والمخططات الخارجية والداخلية التى واجهتها ومازالت.. أبطال الصمود البطولى يستحقون أن تحمل الأيام المقبلة إجراءات لتخفيف توابع القرارات الاقتصادية واتخاذ ما تفرضه العدالة السياسية والإنسانية والاجتماعية واقتحام واستثمار مصادر تمويل كثيرة مازال لا يُفهم أسباب عدم اقتحامها وكل ما تستطيعه فى أن تنوب عن الملايين من الأرصدة الشعبية فى تحمل توابع الأزمات مثل ما أشرت إليه مرارا ـ على سبيل المثال من مليارات المتأخرات الضريبية والصناديق الخاصة ومليارات التأمينات والمعاشات وما نهب من أراض وثروات طبيعية دون دفع أسعارها الحقيقية!!.. نعم يجب أن نتألم ونقاسى حتى نكون دولة ذات شأن وقيمة.. ولكن هل يستوى الذين يقدرون والذين لا يقدرون والذين نهبوا والذين صبروا والذين ضحوا وتحملوا توابع الأزمات..؟!
ما قدمته الشاشات فى رمضان لم يكن إلا القليل والقليل جدا من مأساة القرون اللا إنسانية واللا أخلاقية بين الغنى الفاحش والفقر والفوز الموجع للملايين من أصحاب الثروات!!.
> ومن دراما الواقع إلى مسلسلات تحولت أحداثها الضعيف أكثرها والبعيد عن همومنا الحقيقية إلى فقرات وسط إعلانات تحولت أيضا إلى مسلسلات كاشفة عن تناقضات الواقع بين المستويات الفاخرة التى ربما لا تعرفها أغنى المجتمعات وبين الحياة تحت جميع الخطوط والحقوق الإنسانية.. ومثل كثيرين ذهبوا إلى مسلسل «ليالى أوجيني» هروبا من مسلسلات العنف والقبح والدم والثأر والانتقام، ذهبت ولسبب أكثر أهمية وهو أنه يحدث فى مدينتى بورسعيد وفى مرحلة زمنية من أجمل ما شهدت المدينة وهى تتحول إلى بوتقة ينصهر فيها أجمل ما فى الحضارة الأوروبية من خلال أبنائها الذين دخلوا فى تكوين نسيجها السكانى وأيضا مافى الحضارة والثقافة المصرية وحيث انعكس فى التكوين الإنسانى والتشكيل العمرانى الرقة والجمال والأناقة بينما فى مواجهة الاحتلال البريطانى سادت تجليات الوطنية والمقاومة وأصبح اسم «العربي» رمزا للاعتزاز بالذات، هذا الرمز الذى حوله جهلاء إلى دعابة وسخرية.
كان أمام مسلسل «ليالى أوجيني» مساحات للإبداع والخيال ترتبط بالمدينة وتستطيع أن تصنع مسلسلا مختلفا تماما.. بدا لى أن إعداد وتنفيذ المسلسل شابه كثير من التسرع ولم يستطع أن يستحضر بورسعيد من خلال بعض الرموز التاريخية والعمرانية الصامدة لهذه المرحلة وله عذره بالطبع فمعالم المدينة التاريخية والعمرانية اغتالها القبح وقيادات لا تملك أى حس جمالى أو تاريخى وتوحش رءوس الأموال واختفت الشواطئ والبحر وراء الأبراج والأسوار الأسمنتية.. لم يجد المسلسل أفضل من عربات الحنطور لاستحضار روح الزمن وأعتقد أنه لجأ إلى مدينة الإنتاج الإعلامى وديكور لفيلا من فيلات قناة السويس وطرز المقاهى الأوروبية الأنيقة التى مثلت منتديات وملتقيات لأبناء المدينة من أنحاء الدنيا وانتشار الخضرة والحدائق العامة والتى كانت من أهم معالم المدينة التى تعرضت أيضا للإبادة.. وزاد الأمر ابتعادا وتغريبا أن الشخصيات والأحداث بدت غريبة وبالإمكان أن تحدث فى أى ميناء.. ورغم المشكلات الكثيرة التى بدا أنها واجهت المسلسل فهناك جهد مخلص بذل من كل من شارك فيه، بدا واضحا من الحساسية الفنية العالية التى احتفظت له بمستوى متميز وسط هوس العنف والدم دون مبالاة بآثارها السلبية، ولا أعرف من وضع إشارات لتحديد سن المشاهدة فوق وتحت 12 سنة.. كيف تنفذها الملايين من أسرنا التى لا تملك وسائل ترفيه ومتعة إلا هذه الشاشات التى لا يدرك الكثير منها عظم المسئولية والرسالة التى يستطيع أن يحققها.
> متعة وفاكهة العقل قدمها فى خمس دقائق يومية العالم الجليل وواحد من أعظم من درسوا وقدموا الحضارة المصرية القديمة فى برنامج «مصر الحضارة» على راديو مصر د.وسيم السيسي.
بداية أرجو الانتباه أن المصريين بعد ثورتهم ليسوا مثل قبلها، وأنه عبر رسائل النشر والاتصال لا شيء أصبح خافيا يختلط فيه الصحيح والخطأ! وبما يعنى أن المصارحة والشفافية والمصداقية أصبحت ضرورات أمن قومى احتراما لوعى المواطن ولحقه فى أن يعرف ويفهم ويختلف ويتفق.
> أن يذهب وزراء ويأتى آخرون أمر طبيعي.. نعم.. مثل ضرورة أن يُقدم كشف حساب بأسباب من جاءوا وأسباب من ذهبوا... وبصرف النظر عما سيدفعه المصريون من موازنتهم المثقلة بفوائد القروض وخلل الميزان التجارى، من معاشات غير مسبوقة لمن سيعودون بعد الوزارة لمواقعهم ومناصبهم القديمة بينما يظل 9 ملايين مواطن من أصحاب المعاشات ينتظرون احترام معاناتهم والإجابة على سؤال أين ذهبت مدخرات شقاء أعمارهم التى اعترف مستشار وزيرة التضامن أن هذه الأموال بلغت فى أغسطس 2017 نحو 686 مليار جنيه، وفى سبتمبر 2017 أعلن أنها وصلت إلى 705 مليارات.. فكم وصلت حتى الآن؟!
> أول اختبار لحكومة د. مصطفى مدبولى هو مواجهة التوابع الاقتصادية والاجتماعية لموجات رفع الأسعار الجديدة والتى بدأت بشرائح الكهرباء ثم أسعار المحروقات وما سيتبعها من اشتعال جديد فى جميع أسعار الحياة والخدمات!! ألا توجد دراسات اقتصادية واجتماعية تقول هل تستطيع دخول الطبقة الوسطى التى انهارت والملايين تحت خطوط الفقر أن تواجه المشتعل بالفعل من أسعار وصلت إلى أرقام تناسب فقط إمكانات وقدرات القوى المالية التى تضخمت وتوحشت وتفرض مواجهاتها بسياسات وقوانين حماية وعدالة اجتماعية.. لم يعد الأمر يكفيه برامج تكافل وكرامة.. الأمر أكبر فى قوانين مجلس النواب تؤكد أن السادة النواب يدركون معاناة وآلام الملايين والذين من المفروض أنهم أدخلوهم المجلس مقابل الإنابة عنهم فى حل مشكلاتهم!!
> لم يتوقف الرئيس عن توجيه التحية للشعب وتأكيد أنه لولا صموده وصبره ما استطاعت مصر أن تعبر التحديات والأزمات والمخططات الخارجية والداخلية التى واجهتها ومازالت.. أبطال الصمود البطولى يستحقون أن تحمل الأيام المقبلة إجراءات لتخفيف توابع القرارات الاقتصادية واتخاذ ما تفرضه العدالة السياسية والإنسانية والاجتماعية واقتحام واستثمار مصادر تمويل كثيرة مازال لا يُفهم أسباب عدم اقتحامها وكل ما تستطيعه فى أن تنوب عن الملايين من الأرصدة الشعبية فى تحمل توابع الأزمات مثل ما أشرت إليه مرارا ـ على سبيل المثال من مليارات المتأخرات الضريبية والصناديق الخاصة ومليارات التأمينات والمعاشات وما نهب من أراض وثروات طبيعية دون دفع أسعارها الحقيقية!!.. نعم يجب أن نتألم ونقاسى حتى نكون دولة ذات شأن وقيمة.. ولكن هل يستوى الذين يقدرون والذين لا يقدرون والذين نهبوا والذين صبروا والذين ضحوا وتحملوا توابع الأزمات..؟!
ما قدمته الشاشات فى رمضان لم يكن إلا القليل والقليل جدا من مأساة القرون اللا إنسانية واللا أخلاقية بين الغنى الفاحش والفقر والفوز الموجع للملايين من أصحاب الثروات!!.
> ومن دراما الواقع إلى مسلسلات تحولت أحداثها الضعيف أكثرها والبعيد عن همومنا الحقيقية إلى فقرات وسط إعلانات تحولت أيضا إلى مسلسلات كاشفة عن تناقضات الواقع بين المستويات الفاخرة التى ربما لا تعرفها أغنى المجتمعات وبين الحياة تحت جميع الخطوط والحقوق الإنسانية.. ومثل كثيرين ذهبوا إلى مسلسل «ليالى أوجيني» هروبا من مسلسلات العنف والقبح والدم والثأر والانتقام، ذهبت ولسبب أكثر أهمية وهو أنه يحدث فى مدينتى بورسعيد وفى مرحلة زمنية من أجمل ما شهدت المدينة وهى تتحول إلى بوتقة ينصهر فيها أجمل ما فى الحضارة الأوروبية من خلال أبنائها الذين دخلوا فى تكوين نسيجها السكانى وأيضا مافى الحضارة والثقافة المصرية وحيث انعكس فى التكوين الإنسانى والتشكيل العمرانى الرقة والجمال والأناقة بينما فى مواجهة الاحتلال البريطانى سادت تجليات الوطنية والمقاومة وأصبح اسم «العربي» رمزا للاعتزاز بالذات، هذا الرمز الذى حوله جهلاء إلى دعابة وسخرية.
كان أمام مسلسل «ليالى أوجيني» مساحات للإبداع والخيال ترتبط بالمدينة وتستطيع أن تصنع مسلسلا مختلفا تماما.. بدا لى أن إعداد وتنفيذ المسلسل شابه كثير من التسرع ولم يستطع أن يستحضر بورسعيد من خلال بعض الرموز التاريخية والعمرانية الصامدة لهذه المرحلة وله عذره بالطبع فمعالم المدينة التاريخية والعمرانية اغتالها القبح وقيادات لا تملك أى حس جمالى أو تاريخى وتوحش رءوس الأموال واختفت الشواطئ والبحر وراء الأبراج والأسوار الأسمنتية.. لم يجد المسلسل أفضل من عربات الحنطور لاستحضار روح الزمن وأعتقد أنه لجأ إلى مدينة الإنتاج الإعلامى وديكور لفيلا من فيلات قناة السويس وطرز المقاهى الأوروبية الأنيقة التى مثلت منتديات وملتقيات لأبناء المدينة من أنحاء الدنيا وانتشار الخضرة والحدائق العامة والتى كانت من أهم معالم المدينة التى تعرضت أيضا للإبادة.. وزاد الأمر ابتعادا وتغريبا أن الشخصيات والأحداث بدت غريبة وبالإمكان أن تحدث فى أى ميناء.. ورغم المشكلات الكثيرة التى بدا أنها واجهت المسلسل فهناك جهد مخلص بذل من كل من شارك فيه، بدا واضحا من الحساسية الفنية العالية التى احتفظت له بمستوى متميز وسط هوس العنف والدم دون مبالاة بآثارها السلبية، ولا أعرف من وضع إشارات لتحديد سن المشاهدة فوق وتحت 12 سنة.. كيف تنفذها الملايين من أسرنا التى لا تملك وسائل ترفيه ومتعة إلا هذه الشاشات التى لا يدرك الكثير منها عظم المسئولية والرسالة التى يستطيع أن يحققها.
> متعة وفاكهة العقل قدمها فى خمس دقائق يومية العالم الجليل وواحد من أعظم من درسوا وقدموا الحضارة المصرية القديمة فى برنامج «مصر الحضارة» على راديو مصر د.وسيم السيسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق